رثاء للقصيدة العمودية الحكيمة
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
[email protected]لهفي عليك ايا شعر الذين مضوا
كنت القذائف ان احكمتَ منطلقا
فكم قصيدة تحميسٍ مدمدمةٍ
وكم مقارعِ ابطالٍ وعدَّتُهُ
او أهل مُرزئةٍ جُنَّ الجنون بهم
وكم حفظتَ عن النِّسيان من حدَثٍ
وكم حويتَ على درٍّ مصدَّفة ٍ
وكم رجال تقى ذاعت فضائلهم
وكم طريح هوى داوته رائعةٌ
كان البخيلُ اذا ازرى الهجاءُ به
الشعر مدرسة تُبرى الطِّباع به
لم يُختتم ابدا قولٌ بقافيةٍ
تأتي معانيه مثل الدرِّ ساطعةً
ان راح مُنتصرا او راح مُعتبرا
او راح يبدعُ لوحات برقَّتهِ
يا هادم النَّظم ليس النَّظم مهزلة ً
وليس كلُّ جديدٍ جيِّدا ابدا
وليس كلُّ دعيٍّ قال مُقتدرا
دع عنك لوثة َتخريفٍ تمارسُهاراك توءد في التّحديث مُغتالاَ
يلقي دويُّك في الارواع زلزالاَ
ردَّت فلول طباع الجبن بُسَّالاَ
شعرٌ اذلَّ به في الحرب ابطالاَ
قد ردَّهم حَسَنُ المنظوم عُقَّالاَ
قد صار مدَّكرا في الدَّهر أجيالا
اختارها النّاس عبر الدّهر أمثالا
كانوا قُبيل سماع الشعر انذالاَ
وكم تدارك نظمُ الشعر ضُلالاَ
يغدو بلا مطَلٍ للمال بذَّالاَ
يَبني على نبرات الوزن آمالاَ
الا وكان مرادُ القول فعَّالاَ
او كالدُّموع من الأجفان هطَّالهْ
او راح ينصفُ عشَّاقا وعُذَّالاَ
سقيا لوصفه اشكالا واحوالاَ
اقصر وليس مُريد النَّظم هزَّالاَ
وليس كلُّ قديم الأصل مِعلالاَ
وليس كلُّ كثيرِ القول قوَّالاَ
واملأْ فراغَك ان أترفت طبَّالاَ