سَلاما أيُّها القَتلةْ
1-
سلاما أيها القَتلهْ
مُدَرّعةٌ عليها رايةُ الوطنِ
وجُنديٌّ ملامحُهُ كوجهِ أخي
يُقَطِّعُ بالمُدى كَبِدي
أفَقتُ وصِحتُ: أنتَ أنا
فلا تُشْمتْ بنا الأوغادَ
لم يَرَني
رفعتُ بِوجههِ كَفَنا
فداسَ وُجوديَ المَهزولَ
ثُمَّ مَضى إلى وَلدي
2-
سلاما أيها القَتلهْ
دَمِي لمَّا أَسَلتُمْ منهُ أنهارا
سَقى وَطني
فَرَدَّ البِيدَ أشجارا
فإمّا لَوَّحتْ شمسُ الزَّمانِ وُجوهَكُمْ
فَأْتُوا إلى ظِلّي وُفودًا
إنَّ لي في الفَيْءِ عَهدًا
حليمًا لا أرى ثارا
3-
سلاما أيها القَتلهْ
هنيئًا لَحمِيَ المَفرومُ
غَداءً أو عَشاءً
قَديدًا أو شِواءً
حَزينٌ أن لحمِي بينَ إخوَتيَ اللئامِ
وأنّي لم يُناهِشْ جِسمِيَ الرُّومُ
4-
سلاما أيها القَتلهْ
لئِنْ أظْمأْتُمُو رِئَتِي
فَجَفَّتْ مِن صبيب النبضِ أوْرِدتي
فإنّي في حُشاشاتي الأخيرهْ
دَعوتُ اللهَ أن يرعاكَ يا بلدي
لِئَلّا تَخْطِفَ الأيدي المُغيرَهْ
نسيمَ الرُّوحِ من صَدْرِكْ
ولا تبكي بَواكي الزُّورْ
بِدَمعٍ بُورْ
كإخوةِ يوسُفَ المَغدورْ
على قبرِكْ
5-
هُنا الفِردوسْ
أتيتُ – ولمْ أُغَسَّلْ
لَم أُكَفَّنْ –
في ابتهاج مواكبِ النُّورِ المُصَفَّى
ورِيحُ المِسكِ تُنعِشني
كَذِكرى الأهل في المَنفى
وحينَ إلى الوُفودِ البِيضِ ضَمَّنِيَ الأمانُ
أتى بالبِشْر والبُشرى وفوقَ الحُلْمِ رِضوانُ:
سلامٌ في سلامٍ في سلامِ صُفوفَ الفِتْيَةِ الغُرِّ الكِرامِ
ومَرحى ألفُ مَرحى بالصَّبايا عَشِقنَ اللهَ في وِرْدِ الحِمامِ
رسولُ الله منتظرٌ بشوقٍ هَلُمُّوا لا تُبالوا بالزِّحامِ
ألا طِيبُو وتِيهوا في نَعيمٍ فقدْ جاوَرتمُو خَيرَ الأنامِ
وسوم: العدد 624