إلى التي نسيت إسلامها

حسناءُ يا زهرَ الحياةِ وصنعةَ اللّه البهيّه

يا خفقةَ القلبِ المشوقِ وفرحْة النفسِ الشجيّه

يا بسمةَ الصبرِ الجميل ونبْعة الخيرِ السخيّه

من ضلع آدم قد خلقتِ فكنتِ أماً للبريّه

وبحجركِ التاريخ يصنعُ يا لها من عبقريّه

فإذا استقمتِ بعثتِ للدّنيا هداةً يا بنيّه

فهل الأمانة صُنتهَا وحفظت ربك في الطوبّه ؟

أم أن شيطانَ الهوى قد زيّن الدنيا الدّنيّه ؟

فنسيت هدي رسولنا ونسيت داراً أخرويّه

فعلامَ مزقتِ الحجابَ وإنّه درع التقيه

وخطرت في كل الدروب بكلّ إثم ياغويّه

وخلعتِ ثوبَ الطهرِ والأخلاق يا هَولَ البليّه

وَجَعلت هذا الحسنَ تنهشُة نيوبُ الجاهلية

وليست أشكالاً وألواناً من الحللِ الرزيّة

يا ليتها اتسعتْ فتستر عورة الجسدِ الخفيّه

يا ليتها اتسعتْ فتخفي فَورَة الجَسَدِ القويّة

يا ليتها طالتْ فتمنع ثورة الجنس العتيّه

لكنها قصرت فأبدتْ سوءة الأنثى الغويّه

وإذا استبدّ بنا المصيف فأنت جمرتهُ العريّه

وإذا ادعيت تعصّبا ليقال حسناءٌ حييّه

فلباسُ بنْطالٍ يضيق كأنه شرح القضيه

لم تحفظي لله عهْداً في ذرارينا الفتيّه

ألقيتها في قلْب نيرانِ الغوايةِ يا شقيّه

قدْ كنت جنّة مؤمن فعلامَ أصبحتِ الرزيّه ؟

أو بعدَ هذا تطلبينَ النصْرَ من ربّ البريّه ؟

كلا فسرّ النصرِ يا حسناءُ أخلاق زكيه

كلا فإنّ نجاتنا بشريعة الله النقيّه

هيّا فسيري باسمِ ربّك في السبيلِ الأخرويّه

فنعيمُ دنيانا يزول ولا بقاء على المطيّه

وهناك جنات الخلودِ لكل منْ يأبى الدّنيّه

هيّا اخلعي ثوبَ المهانةِ وارتدي ثوب الأبيّه

هّيا فكوني خيرَ عونٍ في مضائقنا العصيّه

هيّا فإنّ بلادنا تجتاحُهَا أعْتى بليّه

هيّا فكوني مثل أخْتكِ في زمانِ العبقريه 

فنراكِ خَولَة في الإباءِ وأختَ عائشة التقيّه

فلئنْ رشدْت لترشدنْ أجيالنا هذي الفتيّه

فتكونُ جندَ اللّه في الميدانِ لا تخشى المنيّه

واللّهُ ينصر جندهُ فالنّصْر من ربّ البريّه

يا ويل منْ خَانَ الأمَانَةَ مفسداً هذي الرّعيّه

يا أيّها الرّاعي أفق من سكرة الدّنيا الدّنيّه

فاللّه يسْأل كل راعٍ يومَ تنكشفُ الخفيّه

هيّا فأصلحْ فاسداً فالشعبُ يزجىِ للمنيّه

والشعب عمدتُهُ الشبابُ وإنّهم ركنُ القضيّه

كيف النّهوضُ بأمّة أرْكانُها باتتْ رديّه ؟

فإذا أردتُمْ عزّة فلتسْتقمْ هَذي البنيّه

فلَعلّ رَحْمة ربّنا تجلو عَن الأقصى الرزيّه 

وسوم: العدد 625