((لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد.
لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من
عند الله وما عند الله خير للأبرار.))
ويسرت لليسرى ويسر للعسرى=وذلك حكم الله تحمله البشرى
لك الوثبة الغراء بالحق صولة= تدلت إليها في العلى صولة أخرى
وأنت من الآيات أنت مؤيد=وحظك بالآيات وجهتك الزهرا
وأنت بما تـُجري من الهدي حكمة=ترى من عيون الحق ما لم تـُحط خبرا
فلا نهج إلا ما تقيم من العلى=ولا وهج إلا ما تُخلده حَبرا
ولا جهر إلا ما تسر من الرؤى=ولا سر إلا ما تردده جهرا
ولا فتح إلا ما تـُعد من الهدى=ولا حق إلا ما ترتله ذكرا
ولا أمر إلا ما تريد من النهى=ولا نهي إلا ما أردت به أمرا
وما الأمر إلا الهدي هدي محمد=وما الهدي إلا الوحي فاستبق الخيرا
وأنت على هدي المحجة سائر=وحولك أحرار وتذكرهم فخرا
وحولك أبرار تجلوا أهلة=ويرجون بالآيات من ربهم أجرا
أولائك قومي قد تواصوا بشرعة=من الله فحواها وقد عملوا شكرا
وما كان من رام الغواية بالذي=يخاف مقام الله أو تنفع الذكرى
لقد ضل من ظلم وكذب بالهدى=وكان جزاء الظلم من ظلمه خسرا
وأنت بما صدقت فزت بنعمة=فلست ترى يا حر من دونها سترا
وأنت بفضل الله عهدك قائم=من الحق لا ترتد عنه ولا تـُغرى
وأنت من الجنات أنت مقرّب=وحظك في الجنات سيرتـُك الغرا
ظـُلمت وإن السجن قيدا وظلمة=أحب من الدنيا إليك فعش حرا
وذر من تولى في القتامة إمرة =يخض هل رأى ما كان من أمره عسرا؟
وذرهم يخوضوا في الضلال ويلعبوا=ولا تك في غيظ وقد مكروا مكرا
ألا إن وعد الله حق كما ترى=فصبرا على الشدات فيما ترى صبرا
لحا الله أفاكا إذا قال قولة=من الإفك ظن الإفك صدقا بما أجرى
وظن بلاد الله ملكا لقيصر=إذا هام من ذل على وجهه كسرى
وقال وقد ظن الأمانة فتنة=وصدق بالطغيان واستبق الشرا
لي الأرض سلطانا ألست بربكم=أقول بما أهوى أنا ولي الشعرى؟
فقال أناس بالمدينة جهرة=بلى وملكت الشمس يا رب والبدرا
سيلقون غيا هل لهم من شفاعة =جزاء بما خانوا وقد فعلوا نكرا؟
وأنت بما وفـّيت أمرك قادم=وأنت بما لبيت تعتزم النصرا
ووعدك وعد ليس يفنى وعيده=تملك من وهج له السهل والوعرا
ومن لم يجد في شرعة الحق نهجه=فقد غره الشيطان بالإفك فاغترا
ومن لم يجد من جهله فيك قدوة =فقد لج في نهج الغواية واستشرى
تجبّر حتى ظن أنه مُخْلـَـد=فلا موت يردي لا معاد ولا حشرا
ومن لم يجد في الوهج وهجك سعيه=من الحكمة الغراء فلينطح الصخرا
وكيف يروم الحق من كان مجرما=ومن كان بالإجرام يقترف القهرا
تولى عن الحق الذي ضاء نهجه=وأسرف في الطغيان واحتمل الوزرا
يقول بما قالت من السوء نفسه=ويمعن في العدوان من ظلمه كبرا
وقد بدت البغضاء من فيه جهرة=وفي الصدر ما يُخفي من النقمة الحرى
يريد من الطغوى ليشعل ناره=ويطفئ نور الله بالغدرة الحمرا
فهيهات هيهات المراد مراده=وبئس من الأفعال ما سنه قسرا
وتلك عيون الحق لم ير وهجها =وعاقبة الضلـّيل أن يشرب الحَرّا
وتلك عيون الصدق لم يرَ وعدها=وعاقبة الجهيل أن يعلك العفرا
وما له في الأخرى نصيب وقد غوى=وقد نال في الدنيا نصيبا بما أثرى
سيقمع في قعر من الأرض مظلم=ويقعد من حَرّ أعـِدّ له، قعرا
ويحشر يوم الدين أعمى وقد هوى=ويسحب في الأصفاد يا ويله جرا
ويدخل من كفر جهنم داخرا=ويصلى عذاب الهون من نارها ذخرا
كذلك جاءته الهداية رحمة=فكذب بالآيات من جهله كفرا
سعى في خراب الأرض ظلما ونقمة=وملأها جورا وملأها ذعرا
ألم يقتل الآلاف يوم أن انتوى=من الإثم عدوانا وقد ركب الغدرا؟
بلى وأراد الحكم غلا وفتنة=وما تاب عن ذنب وما أيقن القبرا
وذلك حكم الظفر والناب في الورى=ويألفه بالظلم من ألف القفرا
ومن في زمان الظلم حصل إمرة=ومن في زمان الحسم لم يركب الغمرا
ومن كان يغتال الكرام جناية=وينطق في الساحات من جَهره جُهرا
ويسعى الى اللذات في كل لحظة=وينقر كأسا من غوايته نقرا
وينكص حين البأس نِكسا مـُنكسا=ويرقص في النسوان رقصته السكرى
ومن حوله في حومة اللهو طغمة=يحل لها أمرا وينفحها تبرا
تراه يسب الأسد وهو مزمّل=فإن لقي الآساد ولاهم الدبرا
وتحسبه ليث الوغى وهو زمّل=وتحسبه مدا ويستبق الجزرا
وتلك من العلات سيرة مترف=تسربل بالزلات من سعيه غرا
تلوى من الذلات وهو مركـَّس=وفر من الويلات من خوفه فأرا
وأيقن لأيا أن سعيه مقمح=وأنه في الأصفاد منتعل جمرا
لقد خسر الفرعون ما كان يدعي= وولت من البلوى أمانيه حسرى
وهل يفلح الفرعون جندا وعدة=وقد دحر الفرعون من كفره دحرا
وقد نال في الأمصار ذلا ونكسة=وقد نال في الأعصار من أمره صفرا
وهل ينفع الفرعون أن كان موسرا=وهل تنفع البيضاء أو تنفع الصفرا
فيا أيها الفرعون إنك هالك=وأنت من الغرقى إذن فاشرب البحرا
خزيت وما في الموت موتك ساحر=ينجيك من موت سعيت له دهرا
وهنت فأين الصحب صحبك هل ترى=من الصحب زيدا حاضرا هل ترى عمرا؟
فهيهات ما ترجوه نصرا مؤزرا=وهيهات من داء الغواية أن تبرا
سلام على من كان لله مسلما=وويل لمن بالحق من غيه أزرى
وما يستوي الأشقى ومن كان بالهدى=يصدق بالحسنى ويسر لليسرى
تبلج من وهج الهداية شاهدا=ومات شهيدا في العلى فله البشرى