فويل للذي يعشو عن الهـــدي عمدا ثم ويل والقتام
القصيدة ألقيت بمناسبة الدورة الصيفية الخامسة عشرة لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة وجدة شرق المغرب.
كتاب الله يخدمه شهام = وفي حفل تبجله الكرام
فهات المدح يا ابن الشعر عذبا= له نغم إذا نثر الكلام
فإن اليوم ليس له مثيل = جليل قدره وله السنام
ففيه يطيب مدح الذكرنظما= وينبغ حافظ ثبت رزام
وبالتحفيظ يشرف أهل فضل= ويسمو عالم فذ همام
مساجد وجدة الفيحاء ضاقت= بحفاظ كأنهمو لهام
وأحواز تعج بهم وتزهو = ببادية على حضر شيام
وأهل الجود في هذا اليوم جادوا= عطاياهم كما يهب الغمام
جنان الله غايتهم وروح = وريحان وفردوس يرام
يقربهم من المولى عطاء = وجود واحتفال إذ يقام
لأهل الحفظ والتحفيظ دعما = لقرآن يحاز به الوسام
تباهى إذ تبارى فيه نشء =فتاة والفتى ولهم وسام
ولم تقصر بهم همم فأبلوا = وقيظ الصيف يصحبه السهام
فما وهنوا لحر واستماتوا = ولا سئموا يؤيدهم سلام
لهم شدو وبالقرآن يحلو= كمال الدين تم به التمام
بيوت الله تزخر بالمثاني = لمن شادوا سما أبدا مقام
ومأواهم مساكن في جنان = لهم أمن إذا كثر الزحام
نجوا في يوم آزفة وفازوا = ومن يبني المساجد لا يضام
ومن يتلو كتاب الله يرقى =فلا يخزى ولا خسفا يسام
كلام الله أنوار تجلت = وهدي لا تضل به الأنام
وطوبى للذي أبكاه ليلا = وأسهره مدامعه سجام
فحمدا للإله على كتاب = به تعلو المراتب والمقام
ويصلح أمر دنيانا ودين = به تفشو السعادة والسلام
ويعبد واحد صمد مجيد = ولا يدعى مع الله الطغام
وشرع الله يحكمنا بعدل = ولا نشقى بما يقضي اللئام
ومن يقضي بغير الشرع يشقى = كما يشقي يسربله الظلام
وخير الختم ما ختم الإله = به وحيا تردده الأنام
فحمدا للإله هو المرام = إذا نفنى يدوم له الدوام
صلاة الله يتبعها سلام = على طه كما سجع الحمام