ومَن هُزِموا أمامَ عدُوِّنا خِزيًا – وساموا الشّعبَ إذلالاً كَزُعرانِ
أهَلْ حَقًا بلادُ العربِ أوطاني؟ = فكيفَ تُرى أموتُ هنا وتَنساني؟
وكيفَ تَغُضُّ عَن جُرحي مَدامِعها = وكيفَ غدا فَضاها ليسَ عُنواني؟
وكيفَ بحثتُ عَن مِلحٍ يُجاوِرُني = وهذا البحرُ يُزبِدُ فَوقَ خُلجاني؟
وكيفَ غَدَوتُ مِن كَفٍ إلى كَفٍ = تُلاطِمُني؛ وباتَ الموتُ رُبّاني؟
ألا فانهَض ثرى شامي وكُن خَصمًا = لكلِّ مَن ادّعى قُربي وخَلّاني
وهُزَّ إليكَ رملَ البيدِ قاطِبَةً = ليقلَعَ كلّ مَن سادوا بطُغيانِ
ويَخلَعَ كُلَّ مَن خانوا، ومَن جَبُنوا = ويُنهي عَهدَ تنظيرٍ وبُهتانِ
ويَقطَعَها يدُ السّمسارِ والباغي = ومن عاشوا بظلِّ الـ "بارِ" والحانِ
ومَن نَهَبوا حقوق الشّعبِ واغتَصَبوا = أمورَ الحُكمِ، كم جاءوا بخُذلانِ
ألا ثوري شعوبَ العُربِ واقتَلِعي = زَعاماتٍ سَقَتنا كأسَ أحزانِ
فموتُ الحُرِّ خيرٌ من شَقا عيشٍ = وقد أضحى رئيسي رأس عُدواني
وجيشي باتَ يغزوني ويَقمَعُني = أميري باتَ قوّادي وسَجّاني
أنا المقتولُ بالشّرّينِ يا وَطني = خرابُ الدّارِ والتّشريدُ أشقاني
ألا ثوري جراحُ الشّعبِ واقتلعي = ملوكًا ما اعتَنَوا إلا بتيجانِ
فلا والله ما اهتَموا لنَكبَتِنا = ولا اتبَعوا هدى أو نورَ قرآنِ
بل ابتَدَعوا وقد وَهَنوا وما التَزَموا = أعدّوا البأسَ وانتَصِروا لأوطانِ
ولا والله ما طه بقدوَتِهِم = وقد بطروا، وما عملوا بإحسانِ
وقد نَهَبوا كنوزَ الأرضِ في جَشَعٍ = وما اهتَمّوا لمكروبٍ وجوعانِ
وما عَدَلوا بأمتنا ولا رَحموا = ضعيفًا لا ولا انتَصروا لفَزعانِ
بَغوا، ظلموا، وأعمتهُم ضلالتهم = فما انتَصروا لإخوانٍ وجيرانِ
غَووا، اتّبعوا غَريبًا سامَهُم ذُلًا = فَبِئسَ القَومُ أتباعًا لغِربانِ
ألا هبّي شعوبَ العربِ وانتَصِفي = منَ الطّاغي، أبيدي كلّ خوّانِ
أزيلي كلَّ مَن حكموا بلا حقٍ = ومن ورثوا أو انقلبوا بعِصيانِ
كفى ما ذقتَ يا عَرَبي فقم واخلع = عبيد المالِ من طاغٍ وفَتّانِ
وأعلنها بلا خوف ولا وجلٍ = كذا حقي، وفي ديني وإيماني
أنا ما عادَ يحكُمُني سوى صوتي = ولن يبقى سوى الإحسانِ ميزاني
وفيضُ النّورِ والإقدامُ يحدوني = لأمجادٍ بها أرضى وتَرضاني