نامت نواطير مصر عن ثعالبها = وقد بشمن وما تغنى العناقيد
جود الرجال من الأيدي وجودهمو = من اللسان ، فلا كانوا ولا الجود
ما يقبض الموت نفساً من نفوسهمو = إلا وفي يده من نتنها عود
أكلما اغتال عبد السوء سيّده = أو خانه ، فله في مصر تمهيد
صار الخصيُّ إمام الآبقين بها = فالحرّ مستعبد ، والعبد معبود
العبد ليس لحرّ صالح بأخ = لو أنه في ثياب الحرّ مولود
لا تشتر العبد إلا والعصا معه = إن العبيد لأنجاس مناكيد
ما كنت أحسبني أبقى إلى زمن = يسيء بي فيه كلبٌ وهو محمود
ولا توهمت أن الناس قد فقدوا = وأنّ مثل أبي البيضاء موجود
وأنّ ذا الأسود المخصيَّ مكرمة = أقومه البيض أم آباؤه الصِّيد
أم أذنه في يد النخاس دامية = أم قدره وهو بالفلسين مردود
وذاك أن الفحول البيض عاجزة = عن الجميل ، فكيف الخصية السود ؟.