مهداة إلى الحبيب الغالي فضل ورفاقه في ظلمة السجون
في السِّجنِ ذُلٌّ على السَّجَّانِ يغشاهُ = والحرُّ في جبهةِ الأمجادِ سُكناهُ
فضلٌ من الله لم يدركْهُ مجتهدٌ = إلا ونال به ما قد تمنَّاهُ
يا رُبَّ محنةِ ضيقٍ قد تسوقُ لنا = من أنعُمِ اللَّهِ خيراً سوف نلقاهُ
حفظاً لقرآننا = والغوصَ في مُتعٍ = من الحديثِ وخيرَ النَّاسِ ندماهُ
سمَّيتُكَ الفضلَ كي ترقى لمنزلةٍ = من الفخارِ ومجدٍ أنتَ أعلاهُ
كلُّ الطُّغاةِ بذُلِّ الخوف مرتعهم = في عالَمٍ قذرٍ والبغي معناهُ
ساقَ الشَّبابَ إلى سجنٍ يعذِّبُهم = مخافةَ الوعي إن جادت ثناياهُ
ضيِّقْ عليهم بقيدٍ ليس يمنعُهم = من السُّموِّ إلى ما أنتَ تخشاهُ
ما زادهم قيدُكَ الباغي سوى أَلَقٍ = ها قد بدت في سماء المجدِ بُشراهُ
صبراً على غُصص الأوغادِ يا شُهُباً = فالعمرُ ماضٍ وماضٍ منه بلواهُ
هذي الْحَيَاةُ ممرٌّ سوفَ نقطعُهُ = طُوبَى لمن باعَ للرَّحمن دُنياهُ
هناكَ يهتفُ مزهوّاً بفرحتِهِ = يا سعدَ من كانت صحيفتُهُ يُمناهُ