بين رحماتِ ربٍّ له في كلِّ بلاءٍ حكمة ..
وقضبانِ سجنٍ يعجزُ أن يقطعَ عنا رحمة ..
لا أملكُ لكَ يا أغلى من الرُّوح غير بصيص كلمة ..
يا فضلُ!! هل أُنبيكَ عن أخباري = في وحدتي .. والحزنُ يسكنُ داري
جمعٌ من الأصحابِ حولي .. إنَّما = لا أبصرُ الآلافَ من زُوَّاري
عَمِيت عيوني أن ترى إلاَّكَ في = كلِّ الوجوهِ .. وأنتَ لستَ جِواري
إِنْ يحرموا عيني فقلبي مُبصرٌ = أويمنعوا نظري فطيفُكَ ساري
أنتَ الذي تُعطي الحياةَ حياتَها = فيفيضُ ماءُ الحبِّ في أنهاري
وأراكَ في نُسغِ الحياةِ معرِّشاً = أنتَ الجذورُ .. وأنتَ طِيبُ ثِماري
وأراكَ في إشراقةِ الصُّبحِ التي = رسمَتْ عيونكَ شُعلةَ الأنوارِ
وعلى جبينِ الشَّمسِ أبصرُ ضحكةً = من وجهِكَ الغالي تُضيءُ نهاري
ومع النَّسيمِ تهبُّ ريحُ محبةٍ = بعبيرِكَ الزَّاكي كما الأزهارِ
وبصوتِ تغريدِ البلابلِ أنتشي = فلها بصوتكَ نغمةُ الأسرارِ
للهِ وحدَهُ أشتكي من فرقةٍ = تركَت فؤادي في جحيمِ النَّارِ
لكنني بتجلُّدٍ أرضى بما = كتبت علينا حكمةُ القهَّارِ
وأتوهُ زَهواً بالذي باعَ الدُّنى = ومضى إلى مولاهُ .. نِعمَ الشَّاري
جادت عليهِ سحائبُ الرَّحمنِ من = حُلوِ المُنى .. فالشُّكرُ للأقدارِ
فضلٌ فتَى الفِتيانِ .. عزَّ مثيلُهُ = والنُّورُ كلَّلهُ بتاجِ الغارِ
نورٌ من القرآنِ يملأُ صدرَهُ = وحديثُ خيرِ الخلقِ فيضُ فخارِ
والصَّبرُ مفتاحُ الأمورِ جميعِها = فاصبر!! فديتُكَ من فتًى مغوارِ
لي من ثباتِكَ قوَّةٌ وتجلُّدٌ = أحيا بها في العالمِ الغدَّارِ
منكَ استمدَّ القلبُ كلَّ ثباتِهِ = ورضاكَ يقهرُ طغمةَ الأشرارِ