يا موصلَ الحدباء عشقُكِ غالبُ = خلّي الأحبةَ والجراحَ تُعاتبُ
فأنا أسيرُكِ والقيودُ ثقيلةٌ = وفمي مليءٌ غيرَ أنّي راهِبُ
ردّي إليَّ طفولتي وبراءتي = ردّي فإنّي عنكِ يوما غائبُ
إنّي أضعتُكِ حين جئتُكِ هاربا = وعلى العيونُ شواردٌ ومساربُ
فمن الهروبِ رجولةٌ وشفاعةٌ = عذرًا دعاكِ إلى الهروبِ الهاربُ
كلُّ القلوب مع الوجوهِ حزينةٌ = تقتاتُ همّاً والجميعُ معاقَبُ
كيف الأحبةُ؟ كيفَ همْ؟ هل أنّهمْ = مِزَقٌ يقطّعُ بعضها ويحاربُ؟
أنا ما عهدتُكِ تسرقينَ بشاشتي = فالحبُّ في شفتيكِ صدقٌ كاذبُ
هل تذكرينَ سذاجتي وقت الصِّبا = ورعونةً مع شقوةٍ تتجاذبُ
ومعاركُ الطرقاتِ تشعلُ في دمي= ذكرى الأحبةِ ما سلاكِ مُحارِبُ
يا أيكةً زهوُ الربيعِ جمالُها = كم مرّةٍ يحنو إليكِ السالبُ
و ( حديقةُ الشهداءِ ) كانتْ جنّتي = فأزورُها لجمالها وأُخاطبُ
ومآذنٌ عند الشواطئِ ترتقي = ومساجدٌ وصوامعٌ تتصاحبُ
ولقالقٌ كانتْ تزورُ منائرا = فوق الغصونِ بلابلٌ تتعاقبُ
ونسائمُ ( الغاباتِ ) تهجرُ وكرَها= لتمسَّ وجه النهرِ وهْوَ يحاببُ
وعلى الضفافِ أشمُّ دجلةَ مُولعا = حتى ظننتُ بأنَّ نهركِ واصِبُ
شوقا إليكِ يزورُ أرضكِ عاشقاً = من عهدِ آدمَ رائحٌ أو آيبُ
في أيِّ لونٍ تشتهينَ مشاعري = أنتِ المشاعرُ والهوى والكاتبُ
قيثارتي خبّأتها في مهجتي = وعزفتُ صمتَكِ والغناءُ نوائبُ
يوما أشيلُكِ فوقَ كفّي غادةً = وأصيحُ أنّ الحبَّ بعدكِ كاذبُ