ما عذر أبناء العروبة ؟ !

زوجا يمام يبحثان جوار بيتي عن طعامْ

في ظل جرجير نما ؛ فزهوره بيض وِسام

بتلاتها ضوء الأشعة للكواكب في الظلام

النحل يرشف ريقها نشوان مشبوب الأُوام

وغناؤه لحن سرى تهواه أفئدة الأنام

زوجا اليمام مسرة للقلب في حضن الوئام

لا يقربان تنافراً ، لا يعرفان أسى الخصام

دوماً يجيئان المكان بدفء أنس الانسجام

عصراً نظرت فما رأيت سوى الكآبة والعظام

ومزائق الريش المخضب بالدماء وبالرغام

هذي جناية قطة في نابها نصل الحِمام

لكنها معذورة ؛ إن القِطاط من اللحام

القتل فيها فطرة مغروزة دون انفصام

ساءلت نفسي والأسى في القلب يعصف باضطرام

ما عذر أبناء العروبة في اقتتال وانقسام ؟ !

دمهم نهور تشتكي من فتك سيف الانتقام

وشكاته لا تنتهي إلا لأسماعٍ صِمام

لا يسمع القلب الشكاة ؛ فما به نبض اهتمام

البغض مزق حسه ، والجهل أغدف بالظلام

لا خير إلا في المحبة والمعارف والفِهام

الله أحيانا بها ، وزوالها صنعُ اللئام

سيعاقب الله اللئام عقاب تعذيبٍ غرام ( 1 )

1 : غرام : ملازم لا ينقضي .

وسوم: 642