لي فاس ووجدة في الفخار=ولكم هاطل من الأصفار
أنا في وجدة وفاس أجلي=ما تجلى من ليلة الأقدار
لي شعري وما لكم من نصيب=في الخفيات معشر الأغرار
فكلوا واشربوا هنيئا لكم بالـ=حرص سؤلا في ذلة الإصرار
ليس من دوحة القصائد من كا=ن مهينا يعيش للأقذار
جاهلا ليس يدرك الشعر بالشعـ=ر ويسعى لزلة الأعذار
يكتب الهذر خربشات ويزهو=بهذاء في حانة الخمّار
إنما الشعر بالشعور تسامى=رعشة في العشي والإبكار
نفحات من العلى موحيات=بالخفايا من جلوة الأسرار
كيف للهذر أن يكون قصيدا=يتحلى بروعة الأقمار؟
كيف للبؤس أن يروّع بأسا=صيغ وهجا من وقدة الإعصار؟
إنما البأس بأس من كان فحلا=عبقريا من شيعة الأحرار
فإذا قيل في الشدائد هيا=قال حيا في صيحة المغوار
ومضى يبدع المواعد أعرا=سا وفي البأس قوة الجبار
تلك آثار شاعر رضي الشعـ=ر عيونا في ليلة الإبحار
وتجلى منابر الشعر فذا=بورك الشعر في ذرى الآثار
لي فاس ووجدة وأنا في=زمن الشعر مالك الأشعار
لي شعري مبهَّجا ولكم هذ=ر وفي الهذر وجهة الأغمار
فاسرحوا وامرحوا فإن لكم ما=كتب الهذر بالهوى المهذار
ليس فيكم من الخواء شعور=لا ولا منكم ضحوة الأفكار
تلك أوزاركم بدت فاحملوها=وسلام علي في الأنوار