فلتنبض الحياة !
رأيته وقت الضحى على شفا الطريق
فاهتز قلبي نشوة ، هتفت : يا صديق !
بالله ماذا خلفكْ عن رحلة الشتاء
حتى حسبتُ أننا لسنا إلى لقاء ؟!
سمعتَ أن أرضنا مجازر ونار ؟!
سمعت أن حقلنا يغتاله البوار ؟!
سمعت أن رمحنا يغور في صدورنا ؟!
سمعت أن دورنا ، يا صاحبي ، قبورنا ؟!
وأن بعض شعبنا قد ضاع في الأمواج
وفر من بلادنا مروع الأفواج ؟!
فخفت أن تكون في ربوعنا ضحيهْ
ولا تعيش بيننا معيشة رضية ؟!
أهلاً وسهلاً ، صاحبي ، رغم الردى ، رغم الجراح
قوى الحياة نسغها أقوى من السفاح
أشعت في قلبي السنا ، وهزة الطرب
فانزاح بعض ما به من حسرة على العرب
من أبهجوا عدوهم إذ خربوا بيوتهم
وأقسموا ألا يروا جريمة تفوتهم
هذا فصيدي غنوة أثارها قدومك
فكن رفيقي في الغنا مهما قست همومك
العمر بعض لحظة وإنْ يطل مداه
مهما تكن آلامنا فلتنبض الحياه !
ولتمضِ في اندفاعها جارفة التيار !
تجتث من أعماقنا نوازع الدمار
*أبو الحناء طائر صغير زيتي اللون أحمر الصدر ، يهاجر إلى بلادنا شتاء .
أحسست أن مجيئه تأخر هذا الشتاء ، وفاجأني بظهوره ضحى الثالث عشر من ديسمبر / كانون الأول الحالي .
سبق أن كتبت عنه قصة " صديقي أبو الحناء " ضمن مجموعتي " مكان " التي صدرت عن اتحاد الكتاب الفلسطينيين .
وسوم: العدد 646