تسائلني وردةٌ : ما كتبت = عن العام شعراً قبيل الرحيل ؟
تودعه عادةَ الشعراء = وتسأل خيراً بعام قبيل
فقلت : وماذا سأكتب عنه = وقد كان عام دمٍ وعويل ؟!
مجازره أحرقت روحنا = وقتلاه دون تراب مهيل
لقد كان خامس عام خراب = دهانا ، وخامس شرٍ وبيل
به ابتدع العربُ المخزياتِ = من القبح والعبث المستطيل
فلا عقل ، لا قلب في فعلهم = ولكنْ جنونٌ ، وعنفُ جهيل
يجولون موتاً خلال الديار = ديار القريب الحميم الأصيل
ودار العدو أمانٌ وحب = ونسمة سلم وريف ظليل
يذودون عنها غواشي البلاء = فيحظون منه بود قليل
يراهم صغاراً ، خفاف العقول = مطامحهم أمنيات ذليل
تجاوزهم نور هذا الزمان = وخلفهم في ظلام أليل
يرون خليف الرؤى مارقاً = يذيقونه من عذاب جليل
ويزعم حكامهم عصمةً = من الخِطءِ مهما بدا من دليل
فيا وردة الصبح لا تسألي = عن الشعر من قلب طيرٍ هديل
يرى أهله عصبةً من شِرار = تهاووا قطيعاً بدرْك سفيل
فمن ضيعوا ماضيات السنين = أشد ضياعاً بعام قبيل
زمان الشعوب بأعمالها = هي الخير والشر في كل جيل