بوتينُ هدَّدَ أُمَّةَ الإسلامِ = فأثارَ مافي النَّفسِ من آلامِِ
وعوى ، وذيلُ الليلِ يطوي سِحنةً = قد ألحفتْهـا غبرةُ الإرغامِ
في وجهِكَ المشؤومِ صفرةُ مجرمٍ = تغشاهُ من وَجَلٍ يدُ الأوهامِ
هدَّدْتَ يابوتين لكنْ هاهنا = في أُمَّتي من فارسٍ و هُمـامِ
إذْ أنَّه الألقُ الوضيءُ وقد بدا = في فجرِ أهلِ العزمِ والإقدامِ
من أوردغان المجدِ جاءت صفعةٌ = ردَّت غرورَ الأرعنِ المتعامي
ولوتْ فحيحَ شرورِه ، فتلفَّتتْ = عيناهُ فاجأها طويلُ مَلامِ
من أُوردغان العزِّ يانكراتُ يا = أوباشُ : عادَ كَحَدِّ ذا الصَّمصامِ
ماعادَ يعبأُ جندُه بعُتُوِّكم = وبكيدِ بهرجِكم ، وبالإعلامِ
فَلْيُنْكَأ الجرحُ القديمُ ، فإنَّما = تضميدُه مازالَ بالإســلامِ
بارتْ تجارتُكُم فما من فكرةٍ = جئتُم بها زورا لهدمِ السَّامِ
بُؤتُم بسوءِ خسارةٍ مذمومةٍ = وعقولُ أهلِ الزَّيغِ رهنُ عقامِ
تاهتْ نُهاكم في ضلالِ غرورِكم = وعطاؤُها قد جفَّ في الأقلامِ
لم يبقَ يابوتينُ إلا مالدى = حدَّادِكم من صنعةِ الإجرامِ
وإذا الرؤوسُ تصحَّرَتْ فيها النُّهى = فالشَّرُّ لَــمَّ بقيَّةَ الأفهامِ
لاتملكون سوى الرعونةِ مذهبًا = والقولُ بالتَّهديدِ والإرغامِ
لكنَّه الأمرُ الأخيرُ إذا قضى = ربُّ السَّماءِ فليس من إحجامِ
أنتم فراعنةٌ صغارٌ سُذَّجٌ = لم تقرؤوا عن مصرعِ الأصنامِ
اللهُ أكبرُ ، والعقيدةُ عندنا = أقوى من الصَّاروخِ هذا الدَّامي
والكونُ يسجدُ للذي خلقَ الورى = لا للطغاةِ وصانعي الآثامِ
جئتُم على الإسلامِ من غاباتكم = مثلَ الوحوشِ بغيرِ أيِّ لِجامِ
جئتُم بغاةً غادرين بخسَّةٍ = ودناءةٍ في اللؤمِ والإيلامِ
لكنْ هنا فاعلمْ : رحى قَدَرٍ أتى = دارتْ بعزَّةِ أُمَّتي و زمامي
وبلهفةٍ للَّهِ فاضَ حنينُهــا = بالشَّوقِ للجنَّاتِ والأنسامِ
بعنا أيابوتين لم نُرْجِئْ له = عقدًا ، وليس من تمتامِ
فغرورُك المأفونُ قادَك والهوى = وفسادُ رأيِِك ضاقَ بالإجرامِ
أنتم بنو الإلحادِ ما ألفيْتُكم = إلا بِشِدْقِ الذِّئبِ والضرغامِ
أهل الدسائسِ والمخازي شأنُكم = شأنُ الأفاعي السُّودِ في الآكامِ
أمَّا حضارتُكم فَنُذْرُ مكارهٍ = لمصائبٍ ونوازلٍ ورِجامِ
أضرمْتُموها في البريَّةِ نقمةً = قتلتْ معاني رحمةٍ و وئامِ
فالسِّلمُ يابوتينَهم أكذوبةٌ = مُزِجتْ حواشيها بلا استذمامِ
فتثنَّتْ الأرزاءُ في أحشائِها = مشحونةً للفتكِ بالأقوامِ
خسِئتْ حضارتُكم ، وبانَ عَوارُها = ولقد نَعَتْها جفوةُ الأيَّامِ
ملعونةً مأفونةً مبثوثةً = بين الدَّمِ الفوَّارِ والآلامِ
ذاقتْ مرارتَها النساءُ وذاقَها = أطفالُ أمَّتِنا بأرضِ الشَّامِ
طيرانُكم ( يابُوتُ ) ، مقذوفاتُكم = خلفَ البحارِ أتتْ بحقدٍ دامِ
وكأنَّكم جئتُم إلى الدنيا بما = في جيبِ إبليسٍ من الإجرامِ
أمَّـا أياديكم فعجَّ هجيرُها = بالنَّارِ بالغمرات بالأسقامِ
أخلاقُكم عبثٌ إذا ما انهالَ في = بلدٍ بأيدي طغمةٍ و لئــامِ
ذهبتْ مروءتُكم ، وولَّى أُنسُكم = مثل البهائمِ في زريبةِ ذامِ
لن أغبطَ السُّفهاءَ مهما أُترفوا = فحياتُهم تمضي لسوءِ مقامِ
مهما ملكتم من يدٍ طولى بما = فارَ الحديدُ ببأسِه الهدَّامِ
لن تقدروا قتلَ اليقينِ بقلبِنا = باللهِ ذي الجبروتِ في الأيامِ
كم من شقيٍّ قبلكم أرغى هنا = بينَ الشعوبِ مهدِّدًا بِحِمـامِ
إذ عاثَ منتفشًا ببهرجِ غيِّه = فرماهُ سهمُ الغيبِ تحتَ رِجامِ
بوتينُ لن تقوى على إسلامِنا = وغدًا تُغَيِّبُكَ الأكفُ دوامي
أخزاكَ ربُّ العالمين فلم تجد = من ناصرٍ في مجمعِ الأقزامِ
واليومَ يا مأروضُ نرسلُ سهمَنا = يردي السَّفيهَ النَّذلَ وابنَ طغامِ
وإليكَ أرسلناهُ لم يخطئْ فقد = أغنى توجُّهَهَ شديدُ زِمامِ
قد جاءَ للطاغوتِ قبلك ما انثنى = ورمى خدينَ الكفرِ والأصنامِ
وانقضَّ نحو معربدٍ مستهترٍ = وإلى فؤادِ الحاقدِ الحاخامِ
هو قوَّةُ جبَّارةٌ مارابَ مَن = مَلَكَ امتشاقَ السَّهمَ من إحجامِ
اللهُ أكبرُ إنها أنفاسُنا = أعتى من المقذوف والصَّمصامِ
اللهُ أكبرُ إنَّها آلامُنا = أسمعتَ ياسفَّاحُ بالآلامِ
إذْ أُوقدتْ كالجمرِ في أحنائِنا = واليومَ تنتفضُ الجُذَى كسِمامِ
فلقد صبرنا ياطغاةُ وشدَّنا = حُسْنُ اليقينِ بربِّنا العلاَّمِ
هيهات ننسى ظلمكم وعُتُوَّكم = وفضاضةَ الإفرنجِ والأعجامِ
هاجمتُمونا حاقدين فوجهُكم = وجهُ الشَّقا ، ومنفِّذُ الإعدامِ
جئتم وقد كفرَ الأنامُ بسعيِكم = مافيه من خيرٍ هفا و سلامِ
أيامُكم سودٌ يكشِّرُ ليلُها = ونهارُها ماكان بالبسَّامِ
مُلِئتْ فجاجُ الأرضِ من أضغانكم =بالكُرهِ بالإجبارِ بالإقحامِ
ولقد أَمَتُّم ماعلى آفاقِها = حُلوَ الطيوفِ وأعذبَ الأحلامِ
أَوَتدعون السِّلمَ بئست كِذْبةٌ = يحكي مرارتَها احمرارُ حُسامِ
هيهات تنكفئُ المخازي ساقها = بين الخلائق بائعُ الآثامِ
هيهاتَ إنْ لم نُحْيِِِها من غضبةٍ = للهِ لا للزيفِ والأوهامِ
لنعيدَ أيَّامَ النَّبيِّ جليَّةً = بالسُّنَّةِ الغراءِ ، بالإقدامِ
بقيامِ ليلٍ معْ صيامِ نهارِه = فالخيرُ في القوَّامِ والصَّوَّامِ
بحقائقِ التوحيدِ خلَّدها الهدى = في محكم التنزيلِ في الأعوامِ
بمآثرِ التقوى التي هي مخرجٌ = للصَّالحين من الأسى المترامي
حيَّاكَ ربُّك أوردغانٌ إنَّها = قد حنَّت الأحناءُ بعدَ أُوامِ
للسَّلسبيلِ العَذْبِ يجري دافقًا = يسقي صدورَ شبابِِنا المقدامِ
واجعلْ هواكَ لربِّك الأعلى على = بدءِ المسيرِ معطَّرًا وختامِ
وإذا ذكرتَ المجدَ فاذكرْ أهلَه = بصحائفِ الأفذاذِ والأعلامِ
لايرهبنَّكَ نبحُ طاغوتٍ ولا = هذا الجحيمُ يفورُ بالإضرامِ
فالملكُ والملكوتُ في أيدي الذي = أعطى هدايتَه أُولي الأفهامِ
لم يعطِها للمجرمين ، ولم يهبْ = أنوارَها في العيشِ للأقزامِ
واعلمْ بأنَّ المجرمين حثالةٌ = مهما تراءَوا بيننا بدعامِ
من قبلهم فرعون أو هامان أو = قارون أو مَن لاذَ بالأهرامِ
أكلتْهُمُ الديدانُ ما أبقتْ لهم = إلا بقايا لعنةٍ وعظامِ
إنا لنحن مَن اصطفاهم ربُّهم = في آخر الزمنِ الثَّقيلِ الدَّامي
لنردَّ للطاغين صَاعَيْنا ولا = نخشى خؤونًا بيعَ كالأغنامِ
فَلْنُحْسِن البيعَ الكريمَ لجنَّةٍ = لله بالأرواحِ والأجسامِ
هذا اختبارٌ قبلَ ملحمةٍ بدتْ = شاراتُها مشدودةَ الإحكامِ
بالهولِ تمتزجُ الرؤى ويصوغُها = أهلُ الضَّلالِ بزائغِ الأقلامِ
لن يرهبونا ، فالملاحمُ أهلُها = أهلٌ لكلِّ بطولةٍ و ذِمامِ
ماردَّنا و اللهِ سيلُ حماقةٍ = من مجرمٍ أشداقُه كَلُهامِ
فاثبتْ فإنَّ اللهَ ناصرُ جندِه = ومبيدُ جيشِ سفاهةٍ و لئامِ
ريعانُ دعوتِنا الكريمةِ عائدٌ = رغم اعتكار الكيدِ والإجرامِ
والخيرُ عادَ فعودةٌ محمودةٌ = لتعودَ ريًّـا أرضُنا بسلامِ
يرعاك ربُّ العرشِ رغم أنوفهِم = يا أُوردغان الفتحِ والإلهامِ