بينَ واقعٍ نرى سوادَه ..
ومحبٍّ ذوَّبَ الشَّوقُ فؤادَه ..
لنا ربٌّ محالٌ أن يخذلَ عِبَادَه ..
وفضلٌ!! من كفضلٍ يا رفاقي ؟!! = لهُ الآمالُ ترحلُ باشتياقِ
أناديهِ فتخضرُّ الصَّحارى = ويجري الماءُ في كلِّ السَّواقي
وأذكرُهُ فتشرقُ شمسُ كوني = ويشدو الطَّيرُ بالنَّغمِ الرِّقاقِ
فكم أضنى البعادُ فؤادَ أمٍّ!! = وعذَّبها هنا طولُ الفراقِ
وفضلٌ زينةُ الفتيانِ .. شهمٌ = كريمُ الطَّبعِ .. سامي الخلقِ .. راقي
لهُ في القلبِ نبضُ الحبِّ يبقى = وفي العينينِ دمعُ الشَّوقِ باقي
سما بالحقِّ فوقَ ظلامِ عصرٍ = كأني بِهِ على متنِ البراقِ
أتبكي الشَّامُ من طُغيانِ ظلمٍ = وليسَ يُجيبُها غيرُ الشِّقاقِ ؟!!
أرادَ الخيرَ للوطنِ الجريحِ = ونادى للأُ سارى بانعتاقِ
وأقسم للإلهِ بعزمِ حرٍّ = وللدنيا يميناً بالطَّلاقِ
فليس يضيرُهُ قيدٌ تجنَّى = ولا يثنيهِ عن خوضِ السِّباقِ
أيشكو الحرُّ إن جاءَ اختبارٌ = وللجنَّاتِ ذَا طِيبُ الصَّداقِ ؟!!
تقلَّبَ في نعيمِ اللهِ حتَّى = بدا عذباً له ظلمُ الوِثاقِ
فراحَ يردِّدُ الآياتِ شوقاً = إلى الرَّحمنِ في يوم المساقِ
ويحفظُ من حديثِ نبيِّ خيرٍ = بِهِ يعلو إلى السَّبعِ الطِّباقِ
وصحبُهُ فتيةٌ للحقِّ قاموا = وقد تركوا أباطيلَ النِّفاقِ
حياةُ كرامةٍ .. ونعيمُ عيشٍ = لتجمعهم على دربِ الوِفاقِ
فيا ربَّاهُ أكرمني بفضلٍ!! = وجُدْ يا ربُّ دوماً بالتَّلاقي!!
يذوبُ القلبُ من تَوقٍ وشوقٍ = لضمِّ الفضلِ في حلو العناقِ