إلجاء إليه
قـــل للذي عيناه تعمى أن ترى نور الإله من الذي أعماكا
واسأله كيف غويت والنور المبين أمام عينك ما الذي أغواكا
وسل الذي ختم الإله فؤاده من يا غرير عن الهـــــــــدى واراكا
فبكل شيء آية تدعوك لا تدعو سواك فما الذي ألهاكا
انظر إلى حلل الجمال تحيطها سبحاته أفلا ترى عيناكا
من ألبس الأكوان أثواب الجمال وبالبهي من الجمال كساكا
انظر وسل من ذا يزين حسنها ؟ ومن الذي عن حسنها أعياكا
حجب المعاصي ربما أضنتك فاستعصت فما أوهى الذي أضناكا
سحب الذنوب متى تكاثر غيمها أعشت فمن غير الهوى أعشاكا
في كل شيء آية تدعو إلى باري الوجود ومن ذرا وبراكا
الجأ إليه وسل كريما إنه هو وحده من يوقظ الإدراكا
هومن إذا أحنيت رأسك خاشعا يرعاك سبحان الذي يرعاكا
هو من إذا أرخصت نفسك عنده أغلاك سبحان الذي أغلاكا
هومن إذا يممت ترجو فضله أعطاك ما ترجو وزاد عطاك
و من إذا أقبلت شبرا نحوه وافا ذراعا فرحة بلقاكا
وإذا قدمت بما تأمل ماشيا وافاك هرولة يجيب نداك
وإذا رأى ثوب التواضع مسبلا أعلاك سبحان الذي أعلاكا
هو من إذا وجهت وجهك داعيا لباك في فرح يجيب دعاكا
وإذا أتيت بطاعة متقربا أهداك مكرمة بها وجزاكا
وإذا وفدت عليه ترجو عونه أهداك نصرا بينا وحباكا
وإذا خشيت من الخطوب وجئته مستوثقا ترجو النجاة كفاكا
وإذا النوائب ناوشتك نيوبها كُسرت بقدرته ونلت مناكا
وإذا أتيت على خضوع تائبا أهداك توبته وأضحك فاكا
وإذا رآك بذكره مترنما أحيا فؤادك بالرضا وهداكا
هو عالم للسر بل أخفى من السر الذي أخفيت وهو يراك
فهو المهيمن ذو الجلال بحوله يمحو ويثبت جل من أعطاكا
هو ظاهر هو باطن هو من براك ومن أفاض على الفؤاد سناكا
هو خالق هو رازق وهو المعافي والرؤوم فمن سواه شفاكا
هو ناصر هو حافظ هو من يسدد في الحياة مدى الحياة خطاكا
في كل شيء تستبان صفاته فانظر لنفسك جل من سواكا
واشهد فضائله التي لا تنقضي وإليه فانظر فضل ما أولاكا
الكـــــل مفتقــر إليه ومرتج منـــه المفاوز والنجاة هنـــاك
يا رب وفقنا لنتخذ الهدى نهجا ونحيا في دروب رضاك
وأفض علينا بالمعارف والضيا لنراك يا الله دون ســـواك
وسوم: العدد 652