لا تذكري عنه أيَّ شيءٍ= فإنهُ ماردٌ شَرودُ
يجوبُ في صمتهِ بحارا = ويمتطي قلبَهُ الوجودُ
شراعُه الحبٌّ لا يبالي = تخونُهُ الريحُ والقيودُ
قد كان يوما بلا هموم =صديقُه الصبحُ والورودُ
ويوقظ الفجرَ باشتياقٍ = وأنّهُ العاشِقُ الودودُ
كالطيفِ يحيا بلا وجود= لُغاتُهُ الصمتُ والعهودُ
لكنه الآنَ بعضُ وهم = يقتاتُ من وهمه الخلودُ
وأنه للبحارِ موجٌ = و قلبهُ للغريبِ عيدُ
وأنه في السماءِ خوف= تخافُ من صمتهِ الرعودُ
وأنّه للغناءِ بعضُ لحنٍ = يلينُ في لحنهِ الحديدُ
يموتُ في ساحلٍ غريبا = يا أيّها الموتُ ما تريدُ
ويسألُ النجمَ عن حبيبٍ = لعلَّهُ من نوىً يعودُ
ذكراهُ تحييهِ في قلوبٍ = بنبضِها الشوقُ والوجودُ
كطائرِ البحرِ في اغترابٍ = ينتابُهُ الوصلُ والصدودُ
يعيشُ أسفارَهُ وحيدا = وعشُّهُ البحرُ والجليدُ
وعندما عاد للبراري = اصطادهُ حُلمُهُ البعيدُ
وقبرُهُ لا يزالُ يبكي = عليهِ والموتُ واللحودُ