إهداء
* إلى ولدي إبراهيم قاسم بعد نيله الشهادة الجامعية هذا العام ، وحيث فاجأني بأنه التحق أمس بالجامعة لنيل الماجستير ...
* وإلى جميع شباب أمتنا الطموح ، الذين على أيديهم المباركة ستعيد الأمةُ مكانتَها ومجدها إن شاء الله
فاجِئْ أباكَ بأعذبِ الأنباءِ = وبشذوِ طيبِ السِّيرة الحسناءِ
وَتَبَيَّنِ القيمَ الرفيعةَ للعلى = تسمعْ بدائعَ رائعِ الأصداءِ
فالعلمُ مابرحتْ خُطاه لكلِّ مَن = خَبَرَ انتشاءِ منابتِ الإغراءِ
فالودقُ يحيي الميْتَ إن ألقتْ يداه ... = ... على الجديبِ بوحشةِ الصحراءِ
طوبى لك إبراهيمُ ما أحرزتَه = من فيضِ نورِ العلمِ والآلاءِ
أَقْدِمْ بُنَيَّ على المآثرِ إنَّها = في ظلِّ دوحةِ زهوِه الغرَّاءِ
فالعلمُ لم تنضبْ منابعُه ولم = يُصرَمْ عطاءُ دفوقِه اللألاءِ
فانعمْ بخيرِ العيشِ في أفيائِه = إن كان طيبُ العيشِ في الأفياءِ
وبلادُنا باتتْ تُجيلٌ الطرفَ في = هذا الفضاءِ الزاخرِ الأرجاءِ
فَلْيَنْهَضِ اليومَ الشَّبابُ ويزدري = ماكانَ من كسلٍ ومن خُيلاءِ
مازالَ جفنُ النسرِ يرنو لهفةً = نحو انجلاءِ مواجعِ الحوباءِ
ليعودَ مشتاقًا إلى صدرِ الربيعِ ... = ... الحُلوِ يجني أجملَ الأشذاءِ
فهو الشَّبابُ وما تمطَّى مترفًا = أو لانَ للشهواتِ والأهواءِ
وهو اليدُ المعطاءُ يأبى أن يعيشَ ... = ... رفيقَ وهمِ الضَّائعِ الآراءِ
ولَّتْ ليالي العابثين فقد أتى = نورُ الصَّباحِ على الرجاءِ النائي !
واستيقظ الغافي ، وهبَّ أخوه من = نومٍ ثقيلٍ باءَ بالإعياءِ
كم أفرغا حيويَّةً بِمُعَفَّرٍ = يُلقَى لعارِ مهانةٍ وشقاءِ
لم يحصدا إلا المرارةَ والأسى = وخطيئةً نكراءَ في الأرزاءِ
إنَّ النفوسَ إذا تثاقَلَ حملُها = بالموبقاتِ تُصابُ بالضَّراءِ
فتنام أو تهوي لقاعِ مرارةٍ = مكدودةً من وطأةِ الأعباءِ
مرمية بيدِ الأذى ، وكأنَّها = عُضَّتْ بنابِ الحيَّةِ الرقطاءِ
هذا شبابٌ ضائعٌ متسكعٌ = بأزقةِ الآفاتِ في البؤساءِ
تجتاحُه نوباتُ عربدةٍ فما = يقوى على عيشٍ بِلا إزراءِ
لم يدرِ عن حالِ البلادِ بعالَمٍ = ماعادَ يقبلُ هجعةَ الإغضاءِ
فاليومَ أبناءُ الشعوبِ تحفَّزوا = واستنفروا بالهِمَّةِ القعساءِ
وتقهقرَ الجبناءُ أصحابُ الهوى = أو مَن هُمُ في زمرةِ السُّفهاءِ
وهي الليالي البيضُ في غسقِ الدُّجى = سُمَّارُها من أكرمِ الأبناءِ
هيهات يرضى الفتيةُ الأبرارُ من = حللِ المنى بالزينةِ الجوفاءِ
قد زادهم ربي هُدى وأثابهم = يومَ اللقا بالجنَّةِ العلياءِ
بشراكَ إبراهيمُ هذا موئلٌ = لشبابك المحبارِ بالإنشاءِ
يرعاك ربُّك في يَدَيْ توفيقِه = لتعيشَ هذا العمرَ في السُّعداءِ
فاكتبْ علاكَ بأحرفِ الشِّيمِ التي = كانت لكلِّ الفتيةِ النُّجباءِ
ما أتلفوا عهدَ الشبابِ بمنكرٍ = أو أذعنوا للشهوةِ الرعناءِ
أجفانُهم كانت ترفُّ لطلعةِ ... = ... الإصباحِ بالأذكارِ كالإمساءِ
فَضُّوا عن الوجهِ البهيِّ ليومهم = بالجِدِّ سرَّ تَفَجُرِ الإيحاءِ
هاهم بميدانِ الولاءِ لربِّهم = في طاعةٍ محمودةٍ و ثناءِ
وغدوا هنالك يُؤثرون ثمارَها = فهي الرجاءُ ، ويالطيب رجاءِ
للأمَّةِ الثكلى ، لأُمتِنا التي = تشكو مرارَ الحقبةِ الربداءِ
ولَّتْ لياليها المِلاحُ وأقفرتْ = أنجادُهامن شدَّةٍ و بلاءِ
فيدُ الأعادي لم تزل محمومةً = ترمي بنيها بالأذى والدَّاءِ
كم مجرم عادى وطاغيةٍ غوى = ومؤامرات الطغمةِ العمياءِ
أحقادُهم ، حُسَّادُهم ، جلاَّدُهم = أصفادُهم والفضلُ للعملاءِ
وافى تَخَرُّصُهم فكان مصيبةً = حلَّتْ عليها دون أيِّ عزاءِ
والعالمُ المتفرجُ استغنى فما = عادتْ لديه أدمعٌ لبكاءِ
أُذُناه لم تسمعْ نحيبَ أراملٍ = وَتَفَجُّعَ المذبوحِ بالبلواءِ
بئستْ عيونُ المترفين فلا ترى = كالأُذن تلك الآلةِ الصَّمَّاءِ
رحماك ربِّي : أُمَّتي في محنةٍ = مشبوبةٍ كالجمرةِ الحمراءِ
هيِّئ لها ياربِّ جيلا مؤمنا = من خيرةِ الفتيانِ والأكفاءِ
وامنحْهُمُ الحيويَّةَ اشتاقت لها = قيمُ السُّمُوِّ تفيضُ في الأحناءِ
سكبتْ أناشيدَ البطولةِ والعلى = في سمعِ حادي الركبِ في الغبراءِ
لشبابِ أُمَّتِنا الطموحِ رسائلٌ = قد دبَّجتْها غمرةُ الأنباءِ
تروي لهم مالم يكن في أعصُرٍ = من ذبحِ شعبٍ بالمدى الخرساءِ
أقسمتُ أنَّ الوحشَ في غاباتِه = أرجى ببعضِ الذوقِ من أولاءِ
بشبابِ أُمَّتِنا الرجاءُ ألم تَرَ ... = ... الغبراءَ يربو خيرُها بالماءِ
فَهُمُ الأيادي البيضُ في يوم الوفا = والجودُ ثرٌّ في يدِ النُّجباءِ
وهُمُ القلوبُ إذا التَّشوُّقُ هزَّها = للمجدِ ثارتْ ثورةَ العظماءِ
سيحيون قبضةَ عزَّةٍ آثارُها = في الأرضِ باقيةٌ بعين الرائي
مارنَّحتها النَّازلاتُ ولا انطوتْ = عزماتُها من قسوةِ اللأواءِ
هي من سنا الصبحِ الوضيءِ ولم تكن =من ظنِّ أهلِ الريبِ والأهواءِ
صنعتْ لها راحُ النُّبُوةِ صهوةً = للفارسِ الحامي أجلَّ لواءِ
فَهُمُ الشبابُ تناصروا لشريعةٍ = فالذَّودُ عنها رغبةُ النُّصَراءِ
وبهم علتْ راياتُ دينِ مُحَمَّدٍ = في العالمين برحمةٍ وهناءِ
قد هابهُم جمعُ العدوِّ لصدقِهم = فبهم تزولُ شدائدُ البأساءِ
باعوا النفوسَ لربِّهم واسترخصوا ... = ... الدنيا أمامَ الجنَّةِ الفيحاءِ
فتخالهم في الأرضِ أُسْدًا ما ونتْ = في ساحِ لقيا الطغمةِ الرعناءِ
بشرى لأُمَّتِنا وإن فاضَ الأسى = أو هاجت الأحداثُ في الأرجاءِ
هذا الشَّبابُ عقيدةٌ و بطولةٌ = في حُسنِ أخلاقٍ وصدقِ ولاءِ
وطموح أُمَّتِنا ورفعة شأنها = وصدى عهودٍ عذبةِ الإيماءِ
وبجذوةِ الإيمان أغناها اليقينُ ... = ... بنصرِ ربِّ العرشِ ذي الآلاءِ