ربيعك ، يا عينُ ، خلف الحدود = هنالك حيث ذئاب اليهود
أرى الزهر أفوافُه زاهياتٌ = تزين النجود وعمق الوهود
وتأتي إلى القلب منه طيوبٌ = على نسماتٍ لِيانٍ شَرود
فتنساب فيه حنينا شجيا = يحرره من قيود الجمود
وتزهر فيه كبار الأماني =بتحرير أرض العظام الجدود
ويهتف في غور نفسي هتوفٌ = برأي صحيح قويم سديد
محالٌ تُجاب كبارُ الأماني = وفينا ركام رماد الخمود
وسيلة تحرير هذا الربيع = جنودٌ تدمدم خلف جنود
من العرب الأبسلين الأباة = لهم في الوغى غضبات الأسود
أرى عرب اليوم ذلاً مخيفاً = وجمعاً سفته رياح الحقود
أباحوا وشائجهم للفناء = وهان عليهم وثيق العهود
سيوفهمُ لقراع العدا = رماد علاه الصدا في الغمود
وأما على الرحم الأقربين = فهن حِدادٌ صِقالٌ قَدود
فمن أين للعين قربُ الربيع ؟! = ومن أين للخطو جَوزُ الحدود ؟!
عزاؤك أن هواك إليه = يطير برغم ذئاب اليهود