راح الأسيرُ يسائلُ الجُدُرا = هل تعلمينَ عن الورى خبَرا ؟!
ها إنّني في معزِلٍ حَرِجٍ= لا شمسَ أبصِرُها ولا قمّرا
حتّى الهواءُ يضيقُ مدخلُهُ= لكنّ ما يؤذي فقد عبَرا
ما لي سوى الرّحمان أذكُرُهُ = ما لي سوى الآيات ما حضرا
وأغـوصُ في بحرٍ أغالـبُهُ = علّي أنال بجوفه الدّرَرا
وترى الخيال مناجياً رحِماً=يُزجي دعاءً كاشفاً ضررا
ما حالُ والدتي الرّؤومِ , غدَتْ= ينتابُهـا داءٌ بها ظفـرا
سرطانُ يغزو جسمَها شرِساً= ويصبُّ سمّاً في العروق سرى
يقـتات مِن أحشائهـا نهِـمـاً = ما صدّهُ طبٌّ وما ذخَرا
* * *=* * *
وهناك وحشٌ في الورى شرسٌ= قد حال فيما بينَنا أَشِرا
فهـو العـدوُّ وحقـدُهُ حِـمَــمٌ =قد أحرق الأحياءَ والحجرا
والصّخرُ يسقي ظامئاً لهِثاً=وترى عدوَّك مرسلاً شررا
إن حال فيما بينَنا عُمُراً= فالـلهُ يجمع بيننا زُمــَرا !!