في القدس

في القدس ، يوم القدس

حشد الأمس المغرق بالظلمة

وتسربل جيش الموت بجيش العار

وأحتشد النهر ليغسل ذاكرة الأرض من العفن الأسود .

حضر العسكر أيضا

فتحوا النار على أقمار الغد

هل كان الأمن مريضا بالسّل ؟

حين أذاعوا نبأ القتل المشئوم

زعموا أفكا :

ما عاد هناك نشيد عربي يطلع من رحم الأرض

ما عادت أرض القدس

تنبت قمحا عربيا

أو دالية تتشمس فوق تراب الضاد

القدس حارات ونساء

وزنابق بيضاء

في القدس

تتعملق قامات الزيتون ،

وإصرار التربة والأحجار

أن تسطّع في ذاكرة الجذر .

في القدس

يتعانق حق الأرض بأعشاب الأرض

وحبّ الأرض ورائحة الشهداء

فالقدس ، نرسمها خيمة

إن شئتم نزرعها غيمة / قبّة

لدماء شهيد يروي الأرض

ويبشرنا بالفرح القادم .

قالوا يندمل الجرح

وقالوا سيعم السلم ربيعا لبلادي المجروحة !

أسمع بوح دماء تنساب على شرفات الجرح

جرحي ذاكرة الدم وفاكهة القهر

جرحي يتسع كثيرا

وطني أتعبه الحزن !

كانوا قبل رحيل العتمة

في ملكوت الشمس

كانوا حول رغيف ، عزّ وطالت غربته

صعدوا شهداء إلى القدس

صعدوا وسماء الله تبكيهم

أنا لا أبكي

أنا لا أنسى

لا أملك إلا الحقد

وسبحّة جدي

وحكايا البدويّ عن الثأر .

ينبوع دمائي يتفجر

وعيون المارة

ترقب قتلى في الأخبار

عمالا ذهبوا

عادوا شهداء

عمالا ذهبوا وماتت كلّ الأحلام

مجنون يقتلنا عشوائيا ،

قال الأمراء

ومعادلة القوة أن نصغي

ومعادلة القوة أن نرضى

ومعادلة القوة ، بالقوة نهدمها

والبادئ أظلم

وعظام القتلى ستطارد قاتلها

ستطارد حارمها النور

حتى تتفيأ جنات الرب

تتلقفها الحور !

وسوم: العدد 661