ليل الكروب علينا طال رباه = والموت في كل بيت فاغر فاه
والظلم يجتاح سوريا ويحرقها = والفرس والروم أحلاف وأشباهُ
ناداهم من بني صهيون سيدهم = إذا الجميع لحرب العرب لبّاهُ
وأعلنواها على الإسلام وهو بها = بيت القصيد لأن الكل يخشاهُ
وتحت طائلة الإرهاب قد هجموا = وأصبح الدين إرهاباً مسمّاهُ
رباه أدرك شآم العرب وهو بها = كالبدر والنجم يحميه ويرعاهُ
وغارةٌ منك يا رباه مسرعةٌ = طيراً أبابيل قد طالت جناحاهُ
قد أثقلت في حجاراتٍ مسومةٍ = من الجحيم على المحتل تنساهُ
ويرجع الشام بالأمجاد مزدهراً = والجامعات صروحٌ في زواياهُ
تعدُّ جيلاً من الأعلام يرفعها = إلى السماء وعاد العزُّ والجاهُ
ويصبح الشام للإسلام عاصمةً = والمجد يعشقه والعز يهواهُ
رباه أدرك بلاداً نحوها زحفت = جحافل الكفر وانساحت سراياهُ
في كل صقعٍ تدكُّ الأرض في حممٍ = وتذبح الطفل دون النطق رباهُ
وحمص خالدٌ أنقاضٌ مدمرةٌ = حتى الكثيب وطال القصف موتاهُ
وهذه حلب الأمجاد خاويةٌ = على العروش وأهل الريف قد تاهوا
هاموا بكل ربوع الأرض تمطرهم = قذائف الروس والصيحات ويلاه
وفي المعرة قد خرت معالمها = تصيح أين شباب العرب أيناهُ
فلا البيوت ولا الأسواق عامرةٌ = وليس من ساكنٍ يأوي لسكناهُ
رباه رفقاً بشعب بات منتشراً = فراشه مهمةٌ والثلج غطاهُ
خمسون عاماً وحزب البعث يحكمه = بل النصيري بالغارات يغشاهُ
وشنّ حرباً على الإسلام طاحنةً = والمسلمون وهم أولى ضحاياهُ
لم تسلم الطيرُ والأشجارُ باسقةٌ = حتى القطيع بنار الحقد أصلاهُ