يضيقُ الصَّدرُ من طول البعاد
ويضجُّ الرُّوح من شوقِ الفؤاد
فيشكو إلى الرحمن ظلمَ العباد
حنينُ الرُّوحِ للأحبابِ يسري = يناجيهم هناك بفيضِ شعري
فيا عجزَ الحروفِ إذا تغنَّت!! = ويا ضعفَ القريضِ بكلِّ بحرِ!!
فلا الكلماتُ تملكُ وصفَ شوقي = ولا الأشعارُ تنظمُ طولَ صبري
أتسمعُ يا حبيبي إذ أُنادي = وتبصرُ حيرتي وضياعَ أمري ؟!!
هو الفضلُ الحبيبُ .. ومن كفضلٍ ؟!! = ويومٌ منهُ أحسبُهُ بعمرِ
يخالطُ حبُّهُ نبضاتِ قلبي = وتبصرُهُ العيونُ وراءَ جدرِ
أعدُّ دقائقَ الأيامِ غيظاً = وأرقبُ بالأسى إشراقَ فجري
تمادى القيدُ في ظلمٍ عجيبٍ = وراح السِّجنُ يرميني بجمرِ
وذاكَ الفضلُ كالمعتادِ يرنو = بنظرةِ شامخٍ من عزمِ نسرِ
تعالى فوق جرحِ الدَّهرِ صبراً = يشقُّ طريقَهُ لبلوغِ نصرِ
سما بالآي .. آي الله .. حراً = فلا قيدٌ .. ولا سجنٌ لحرِّ
يناجي اللَّهَ في الأسحارِ شوقاً = لجناتِ العُلى من فوقِ نهرِ
يحسُّ بدمعتي من غيرِ دمعٍ = فيحبسُ شوقَهُ والقلبُ يدري
يهوِّنُ لوعتي بثباتِ حُرٍّ = ويرجوني لأسموَ فوق قهري
متى يا طفلُ صرتَ جبالَ عزٍّ = هزأتَ بهم ولم تعبأْ بأسرِ ؟!!
فلا القضبانُ تمنعُ عنكَ علماً = من القرآنِ تنهلُهُ بخيرِ
ولا ظلمُ الطُّغاةِ وقيدُ غدرٍ = سيدني شأنَ من يعلو بقدرِ
غذوتُكَ للعُلى فغدوتَ نوراً = يشعُّ على الدُّنى بضياءِ بدرِ
شكوتُ لخالقي بُعداً تناهى = بسرٍّ قد دعوتُ هنا وجهرِ
متى يا ربُّ تأذنُ بانفراجٍ = فتسكنُ دمعتي وتريحُ صدري ؟!!
فوعدُكَ يا إِلَهَ الكونِ باقٍ: = سأجعلُ يسرَكم من بعدِّ عُسرِ