لا ما نسيتك يا شامي ,ويا بلدي = كيف السّلوُّ , وأنتِ الرّوح في جسدي ؟!
فمِن جحيمِكِ, هذي الرّوحُ في ضرَمٍ = ومِن أساكِ , فهذا القلبُ في كمَدِ
وذي الثّمانونَ من عمري فقد ترَكَتْ = نزْفاً أصاب عروق الصّبر والجلَدِ
فلا شبابٌ أيا شامي فأبذلَهُ = فدًى لعينيكِ من شرٍّ ومن كبَدِ
فلستُ أملكُ إلاّ سُؤْلَ خالقنا = في سجدةٍ أن يُحقَّ الحقَّ في بلدي
وأن يُحَطِّمَ أركانَ الطُّغاةِ وأن = يعلو الأذانُ أذانُ النّصر والرّغَد
* * *=* * *
لقد بُليتِ أيا شامي بطاغيةٍ = وطُغْمةِ الرّجس والأوغاد والجُحُدِ
جاؤوكِ في ليلةٍ عمياءَ قد حُجِبَتْ = فيها النّجومُ ونامت أعينُ الرّصد
جاسوا خلال رياضٍ نام حارسُها = فأشعلوا النّار , ثصلى كلَّ ذي رشَد
تصيّدوا كلّ طيرٍ صاح مصطرخاً = أهلَ الشّآم ألا هبّوا لصدّ ردي
قد أحرقوا كلَّ ما في الرّوض من شجرٍ = يؤوي الطّيور ففرّ الطيرُ من بلدي
* * *=* * *
أليس في عُرْبِنا من همّةٍ بقيتْ = ونجدةٍ لذوي الآهات والكبَد ؟!
يا خزيكم يا ذوي الألقاب كاذبةً = لمَ العروشُ تحاكي ربوةَ الزّبَد ؟!
* * *=* * *
فحسْبُكِ اللهُ يا شامي ويا بلدي = ولْتصبري فعيون الله بالرّصَد
سيحطمُ اللهُ حتماً كلَّ طاغيةٍ = فلا بقاءَ له في سُنةِ الأحدِ !!