***
***
دمي في كل ناحية يسيل = وإخوتي المشرد والقتيلُ
ووحدي غائصٌ في القهر حتى = كأن القهر بي أبداً كفيلُ
ولا تهوى المعاولُ غير بيتي = ولا يدعو سوى ولدي الرحيلُ !
وكلُّ الثاكلات نساءُ قومي = هنا النوح المُمضُّ ، هنا العويلُ
لماذا يحجرون عليّ صوتي = يقول الآخرون ولا أقول ؟
وكل جريمتي أنّي مُصرٌّ = على الإسلام ، ليس له بديلُ
وأني مؤمن بالله رباً = وأنّ محمداً عبدٌ رسولُ
وأني لا أعيش على النفايا = كما عاش المرقع والعميل
علوت علوت بالإسلام شأناً = وشأن الملحدين هو النزول
قليلٌ أن أزفّ إليه روحي = ومالي حين أبذله قليل
وأرجم ما استطعت شرور قومي = لعل الشر بينهم يزول
أسرح في شعاب الأرض طرفي = ويرجع وهو من قرع كليل
لماذا المسلمون هم الضحايا = وفي أكبادهم ترعى النصول ؟!
لماذا تستبد بهم مآسٍ = وتجرفهم على عجل سيول ؟
وتأكل لحمهم كل الضواري = ولحم الجاهلية مستحيل ...
لماذا الفقر والحرمان فيهم = وهذا الظلم والفزع المهول ؟
ففي الصومال أجسادٌ عرايا = وفي البلقان تاريخٌ يزول
وفي شفتيّ حين أقول جمرٌ = وفي عينيّ من هلع ذهول
تنام القادسية في ضلوعي = وسيف الله من زمني خجول !
كأنا والجهاد على خصام = فلا زحفٌ هناك ولا صهيل !
وليس لنا على اليرموك شمسٌ = ولا وثبت مُطَهَّمَة خيولُ ..
ولم نسقِ التراب دماً زكياً = ولا حطين كان بها شبول
وليس بديننا جنات عدن = بها حورٌ وماءٌ سلسبيل !
ولا الشهداء كان لهم عبيرٌ = ولا أرض النخيل ولا النخيل !
* * *=* * *
ستزحف أرضنا لابد يوماً = ولن تبقى الفصول هي الفصولُ