واقعنا المرير

واحدة من القصائد الرائعة التي تحكي بأسى و مرارة واقعنا ::::

للهِ أَمْــرٌ فـي الـخُـطـُـوبِ الـجـَـاريـَـة

ولـهُ تـعَـالــَى حِـكمـةٌ في الـماضِـيـَة 

مَـلـكُ الـمـلــوك تـقَــدّسَـتْ أَسـمـاؤُه

رَبٌ عَــلـيـــمٌ بـالأمُـــورِ الـخَــافــيــة 

ما بـَـالُ قَـومي تَـسـتـغـيـثُ ديارهُم

وكـأنـَّهُــمْ أعـْجـَــازُ نـخْــلٍ خــاويــة

فالـوَضْعُ أصبـحَ للبصـائر و الـنُّهـى

كالشمسِ في كبدِ السماء الصافيـة

بالأمـسِ بـغــدادُ الـرشيــدِ تَمـزّقـت 

أشْـلاءَ .. من عَـبَثِ الكلاب العـاوية

واليَوم أرضُ الشّـام تَنزفُ شَعـبَها

مِن غـدرِ طاغُــوتٍ يُـساندُ طـاغيـة

كَـم مـنْ فتـاةٍ كـلَّ يـومٍ تُـغْـتـَصبْ

وتبِــيـتُ في ذلٍ وضَعْـفٍ بـاكـيـَـة

تَشكُـو إلى الله العظـيـمِ هَـوانَـها

يا أُمّــةً كـانت تُـغيــْثُ الشّـاكـيـَة

و الشيخُ يُـقتلُ والصّـبيّـة و الفَـتى

حتى غـَدى وأْدُ الـرِّجَـالِ عَـلانيـة

بِـتْـنـا نُـضـامُ بـفـارسٍ و عبيدها

لـمَّـا رَأوْنـا أُمــةً مُـــتــراخِــيـــة

في كـلّ يومٍ تُستباحُ لـنا حِمَى

والله أعْـلـمُ مَـن تكـون التاليـَة ؟!

هَـل تعلمونَ بأي ذنبٍ قَـتْـلـُنا ؟؟

الذنـبُ أنّا لا نَـسُبُّ مُــعـاويـة !

يــتَــزلّـفُـونَ بـآل بـيـتِ مُحمـدٍ

كـَذِباً .. و عـائشةٌ لدَيهم زانيـة !

غـِـلٌّ تأصَّـلَ من هَـزيمةِ جـدّهم

أحـفـاد رُستمَ و الجموعَ الجاثية

وااحسـرتاه على خيول صحـابةٍ

كانتْ تطـوفُ القادسيـةَ عــاديَـة

تَـعـدُو و فـوق ظُهُـورِها قـومٌ لـهم

في نُصرة الإسلامِ ضَربُ زبانية

من خـلْـفِ سعْدٍ أمـّـةٌ تَصْبُو إلى

جناتِ عـدنٍ ذي القطوف الدانيـة

أينَ ابنُ عَمروٍ و ابن عُتبـةَ هاشـمٌ

أين الأشـاوسُ و الجـبـاهُ العاليـة

سَادُو على إيوانَ كِسْرى/كيف لا ؟!

والجُـنـْـدُ أُسْـدٌ و الخـليـفـةُ داهيـة

(عُـمَـرُ) الذي بالحقِّ أخْـمدَ نارهم

ضَرباً بحـدِّ السّيفِ ليس طواعـيَة

عُـمَـرُ الـذي بالـعـدلِ أنـشَـأَ دولـةً

في ظـلّـها كانَ الجميعُ سَواسِـيَة

عُـمَـرُ الـذي بالزهدِ عـاشَ كرامـةً

حِيـنَ اشـتـرى بالدارِ داراً غاليَـة

هَـيـْهاتَ أن يأتي الزمانُ بمِثلـهمْ

قَـرنٌ كـهَـامَاتِ الجبالِ الـرّاسِـية

كـلُّ الحيـاةِ إلى الفَـناءِ سبيـلُـها

والنَّـفـسُ يـوماً لا محَـالـة فـانيـَة

فالْـزَمْ طَريقَ الحقِّ و الْتزم الرّضا

إنَّ الـمَـفازةَ للـنـفـوس الـرّاضيَـة 

عَـجَـبـاً لـميـلادِ الـعـبـادِ و موتـها

تأتيـكَ عَـاريةٌ .. وتـَذهبُ عَـاريـة 

وكـأنّـمَا الـدُّنـيـَـا وَديـعَـةُ لـيـلــةٍ

عِندَ الصّبيحةِ تُستَردُّ كَما هِـيَـه

يا ربُّ إنَّ الـنـاسَ قَد جَمَعوا لَـنا

كَيـْلا تـَكـونَ لأهـلِ دينـكَ باقـيَـة

جَعَـلـُوا رُويْـبِضةَ الـعَوَامِ مُفـوّهاً

و تصدّرت جمْعَ الـمحافلِ غانيَـة

و تكَالَـبتْ كلُّ الـمـذاهبِ والنِّحـَل

يتربَّصُون بِنـا فِـجَـاجَ الـهـاويـَة 

يا هَازمَ الأحزابِ ألْحِـقْ شَملهُم

عـَاداً و مَدْيَـنَ و القـرونَ الخَـاليـَة

بالظُـلّـةِ الـكُـبْـرى و ريـحٍ بأْسُها

سَـبـْعاً بلَـيْـلٍ و التّمـَامُ ثمـانـيـة 

يا أُمـّـةَ الــقُـرآنِ إنَّ مَــقـَـامَـنا

بالدِّينِ يَعْـلو لا بشَدْوِ الشّادية

نحنُ الـكِــرامُ و لا يـلـيق بمثـلـنا

تَــْركُ الثـمينةِ و ارتِـضَاءُ البالِيَـة

مـا بـالـُنـا نَـعـتـادُ ذُلَّ زمَـانـنـا 

و كأنَّ حَـالَ الـذُّلِّ صَارَ رفاهِـيَة

وَيلٌ لَـنا إنْ كـانَ عِـرضُ حـَرائرٍ

ما عَاد شيئاً في القلوبِ اللّاهيَة

و سَتـذكرون مـقَـالـتي حَـتْماً إذا

جَـدّتْ خُطوبٌ في السّنينِ الآتية .

وسوم: العدد 672