عبد السلام ناس عبدالكريم
أين المجالي والرّياضَ اللواتي=جمّعن رَحْلاً منْ جَنى الذكريات
وأيْن ليبيا وأيْن العراقُ =وأيْن سوريا ونهْرُ الفرات
هيَ الأسامي ضاع منها سناها=وأدْلجتْ في طقمِها الباليات
وغَوَّلتْ حتّى غدت لا تُرى إلاّ= في اللوى أو فدْفدٍ أوْ حَشاة
ياروْضة الشَّرق أجيبي ندائي= أوْ فاسْمعي بعْضاً منْ شَكاتي
ردّي كلامي أوْ هبيني لجوجا = وإنْ رغبْت فاصدُقيني صِلاتي
ففي رحاب الشَّرق تجلو رياحي=وأجْتبي ظلّ الدُّنى الهاربات
وأضْلعاً مشتْ عليها الدّواهي=وطوَّقتها البيدُ بالجائحات
وطوَّفت بالدّهْر حتّى رأتْهُ=على صُروفٍ تُجتلَى بالمئات
حتى بدَت أصداؤها في تجاوي =فِ اليأس والرُّعب عُرىً كالحات
وهدَّها وقعُ الرَّزايا فراحتْ=منْ شجْوها تزْجي أنين السُّكات
وأوَّبت إلى شغاف الحنايا=وليْتها وعَتْ سبيلَ النَّجاة
فراغَ رَحْلها على غيْر هَدْي=حتى يَلمّ الرِّكابَ القادمات
كوارثاً، بالهلال الخصيب=مدّتْ صداها في عويل الرّعاة
وفي رُبى الخضراء لفّتْ رياحاً=والنيلُ أجْزى ريَّها للسُّقاة
وليبيا أوْفتْ لها بالمَطايا= فعرّجتْ في يَمَنٍ بالرُّماة
فصرِّفت أزْماتها منْ خيوط= نسيجُها منْ أكففٍ عابثات
أصنامكم يا أهْل المشارق ضاقَتْ= بلاتها، أوْ وَدِّها، أوْ مَناةِ
ونارُكمْ فاضت على المجالي=وماؤكمْ اِغتال ماء الفرات
وحُلمكمْ يبْقى على عثره يح=يا، بيْن فرْسانٍ كرامٍ كُماةِ
ويجتبي الأوْهامَ فوق المنايا=مُقدِّرا ما فات منْها وآت
حتى إذا طالَ الحسابُ التوى في=سرباله وطال رمسَ الفلاة
عسى الهجيرَ أنْ يؤولَ ظلالا=تجْلوعلى متن الرُّبى العاليات
فيا شموخ الغرْب اُرْسمْ طري= قا، يرتقي إلى صميم الحياةِ
أتى بنوك تلكَ المجالي من نوا=حيها، حتَّى انبرتْ للشَّتات
فَظُنَّ أمْريكا إلها، وما أم=ريكا سوى وَحْشٍ جَلا بالحُواة
فكلما مَرّتْ عليها ظلال=جرّوهُ بغْلاً في سُروج العاديات
وحمّلوهُ منْ جميع الرَّزايا=يصُبُّها على الدُّنى الآمنات
تحْتَ مظلة، عليها كلام =لاشيئَ يعني غيرَ رجْع المُوات
فيأتلي الأثمار يأتي عليها= نهْبا ولا يُتيحُ نصْفَ النّواة
ويجْتلي كنه الخراب الذي هدَّ = المرايا والدّنى الحالماتِ
وربَّما يرْقى رحاب الشكو= ك فينتهي في حقل العِظات
ولا سماتٍ ترْتقي من أصول=بلْ لفقَتْ في فخاخ الجُناة
فليس مِنْ ربُوع لديْهم=إذا لمْ تكنْ حازَت رضى الحُماة
فمن لوى أوِانْزوى غيْرَعانٍ=فما له مِنْ حامٍ سوى الرَّاجفات
صواعقٍ أوحِممٍ منْ لظى أوْ=مشانقٍ تجْلو على الرَّافعات
وشْيُ الحضارة اجْتلى في شياطي=نها،وراحَ خَيرُها لا يُواتي
وهلْ يَطيبُ المرْءُ نفْساً إذا ما=جاب الحياة في جحيم العداتِ؟