ما بينَ أمنيَةٍ ولَيل

لا صمتَ في اللّيل المُعَشِّشِ في عيونِ أحبتي... لا لَيل

وَتَمُرُّ في خَلَدي المَلامِحُ،

      مثلَ أغنِيَةٍ تَناءت عن شفاهِ العاشِقين

وأنا الموَزَّعُ بينَ أحبابي وأعصابي، وبارِقَةٍ تَلوحُ

لغيمَةٍ حُبلى ستَمنَحُ للرُّؤى عبَثًا، وللأهواءِ خَيلْ

غافَلتُ حُرّاسَ المَلامِحِ كي أصوغَ مِنَ النّدى

لغَةً لآذارٍ سَيَأتي مِن نوى شَوقٍ وَمَيلْ

ستقولُ لي المُدُنُ الكسولَةُ:

كيفَ تترُكُني بلا مَطَرٍ وَظِلْ

وتقولُ لي الطُرُقُ العَقيمَةُ:

كُن حِكاياتي لنَذهَبَ -حينَ نَذهَبُ-

في صَهيلِ الوَقتِ ممتَدّاً إلى شَفَتينِ يابِسَتَينِ

في شَفَقٍ يُطِلُّ على مصارِعِ فَجرِنا –لمّا يُطِلْ-

سيموتُ هَمسٌ لم يَجِد روحًا تُعانِقُهُ،

وتَذوي لَهفَةٌ عاشَت مُوَزَّعَةَ الرُّؤى..

ما بينَ نافِذَةٍ ووَيلْ.

تأتي ولا تأتي إلى مَرمى مَدامِعنا مَصابيحُ النّدى.

أوّاهُ لو تَبقى على مَهوى ظِلالِ أصابِعي

أنّاتُ عاشِقَةٍ سَمَت بِخُشوعِها...

لقَطَفتُها للحُبِّ أغنِيَةً، وللأشواقِ حَلْ

مِن أيِّ نَبضٍ تستَمِدُّ الأغنِياتُ حَنينَها؟

ليصيرَ بي زَمني نِقاطًا لا حُروفَ تُطيقُها

ويدًا تنازِعُ أفقَ أمنِيَتي سُؤالاً يُفقِدُ المعقولَ خُضرَتَهُ؛

لِيَشرَبَني على مَضَضٍ، ويَنضَحَني على وَجهِ المَدى

أملاً، أموتُ ليَستَقي مِن سرِّ أغنِيَتي صَداهُ.. ولا أمَلْ!

مُدُني تَنازَعَتِ الملامَةَ، واعتَنَقتُ أنا سطوعَ عَواطِفي

كي تَستَفيقَ ملامِحي في سِرِّ أفقٍ...

كُلّما فَتَشتُ عَنّي فيهِ عانَقَني الأجَلْ

مَن أنت؟ مَن هذا الذي ما زالَ يُشبِهُني؟

ويُشبِهُ ما أرى من لوعَةِ الأوتارِ

وهيَ تُعيدُ أسمائي على سَمعِ المدى الموؤودِ بي

رغمًا على رَغمٍ...

وتحمِلُني إلى رَسمٍ على وَجَعي أدَلْ

وتفرُّ منّي ذِكرَياتٌ لم أكُن فيها سوى

لُغَةٍ تَطاوَلَ فَرعُها مِن غَيرِ ظِلْ

ويكونُ أن يَتَكاثَرَ الباكونَ حولي... ثمَّ أمضي!

لستُ أذكُرُ: هل أنا استَبقَيتُ نَفسي.. أم بَقيتُ تَحامُلاً؟

أتتَبَعُ الزّمَنَ المسافِرَ في عيونِ أحبتي

صمتًا يصيرُ جنونُهُ للّيلِ ليلْ

وسوم: العدد 676