"قصيدة لأخينا عبد السلام.. يصور بعدسته في تفاصيل دقيقة الأحداث الرهيبة.. الدقائق الأخيرة قبل تنفيذ أعداء الله الحكم الجائر في إخواننا.. تلاوة نذير الشر)الرقيب (للأسماء, ثم فتح الأبواب والصياح علينا بالتوجه إلى داخل المهجع واستدارتُنا إلى الجدران والجثي على ركبنا (جاثياً), ثم إخراج الشباب المؤمنين إلى الساحة وتقييد أيديهم خلف ظهورهم, وعصب عيونهم بالمناشف, في موقف عصيب مريب.. ونحن نحاول أن نخدع أنفسنا ونبعد عن تصوراتنا شبح الإعدام ونقول لعل في الأمر مسألة, وعسى أن يعودوا إلينا بعد قليل"...
أحباء قلبي: هدَّني الحزنُ بعدكم=فصدري ثقيلٌ, والفجيعة تقتلُ
تهبُّ رياحُ الموت صفراءَ فجأةً=ومن غير إنذار: تحلُّ النوازلُ
ونادى نذيرُ الشر أسماءَ إخوتي=فألقيتُ سمعي.. والفؤادُ يسجلُ
وأصبح وجهي للجدار ملاصقاً=وجسمي كتمثالٍ أصمٍ مُبدَّلُ
وخلفي نذيرُ الشر يُضمِرُ فعلةً=ووقعُ أسماءٍ عليَّ قنابل
صباحٌ عصيبٌ أفسد الشرُّ صفوه=كئيبٌ .. بأثقال الهموم محمَّلُ
يقالُ "جثياً في الزوايا جميعُكُم"=ويصطفُّ رتلٌ والوداع معطلُ
نقولُ لأحبابي تغيبون ساعةً=لنخفي إحساساً عميقاً يُشعلُ
ولكنْ قلوبُ القوم تُدركُ دربها=ووعدٌ من الرحمنِ أمرٌ مُنزلُ
وجوهٌ من الفردوسِ نضَّرها الهدى=وروحٌ وريحانٌ وعطرٌ قُرنفلُ
شبابٌ رأوا جناتِ عدنٍ في الرؤى=يقيناً كرأي الشمس تبدو الدلائلُ
ويخرجُ أحبابي وتنسابُ دمعتي=بكاءاً مريراً والعيون نواهلُ
ولفوُّا عُصاباتٍ لحجب عيونهم=ولكنَّ نورَ الله أقوى وأمثلُ
وهذي قيودُ الظلم شُدَّتْ بمعصمٍ=لتقييد عملاقٍ يُزَفُّ ويُقبِلُ
بقلبٍ تحدَّى سَطوة الظلم كلَّها= فراح من الأعماق حمداً يهللُ
ويمضي إلى الأعواد نسراً محلقاً=يُدوِّي بتكبيرٍ عنيفٍ يُزلزلُ
شهيداً إلى الفردوس ربَّاهُ زُفَّني=وحسبي لدين الله أحيا وأُقتلُ