عمران الطفل السوري الحلبي خرج يوم الخميس 18/8 /2016 م من تحت أنقاض قصف طائرات بلده ، وعدوه روسيا،ليروي لنا بصمته قصة عذاب الطفولة العربية على يد الجلادين ، فكانت أعظم لوحة ترسم المأساة .
**
أَيا عمرانُ لا تحزنْ = ولا تأْسَ أَيا عمرانْ
وإِنْ كانَ الذي فيهِ = يشيبُ لِهَوْلِهِ الوِلْدانْ
أَصمتُكَ كانَ موْعِظةً = تُعَلِّمُها بَني الإِنسانْ
وَتُهديها كتجْرِبَةٍ = إلى الجيرانِ والإخوانْ
فَتَغْدو مثلَ أُغْنيةٍ = تسيرُ بِحَدْوِها الرُّكبانْ
أَمِ الصَّمْتُ الذي يبدو = على سَطْحٍ هُوَ البُركانْ
فصَمْتُكَ كانَ زلزالاً = يميدُ يُفَجِرُ الأركانْ
ووجهُكَ سِفْرُهُ يوحي = رسالةَ عاتبٍ حيرانْ
وَتُرْسِلها بِحُرقَتِها = حروفًا كُلَّها نيرانْ
إِليكمْ يا بني أُمي = أمَ انّي تائهٌ غلطانْ
أَحقًّا يا بني أُمِّي = غَدَوْتُم قصعةَ الجوْعانْ
تمزَّقتُمْ كما غنَمٍ = بأَرضٍ كُلُّها ذؤبانْ
فلا أَمْنٌ على غنمٍ = وكانَ عَدُوَّها الرِّعيانْ
أَيا عمرانُ إِنْ تَرْجُ = فلنْ تلقى سوى الخذلانْ
فأُمَّتُنا بها وَهَنٌ = تسيرُ بمركبِ النّسيانْ
خبرتُ بلاءَها الدنيا = فكان بلاءَها الإنسانْ
يُقَتِّلُ بعضَهُ بعضًا = بلا رفٍّ من الأجفانْ
وتحتَ ذرائعٍ شتَّى = يَحارُ لِعَدِّها التَّبْيانْ
لهمْ حججٌ على رِجْلٍ = تَسيرُ وسيرُها البُهتانْ
هراءٌ كلُّها كَذِبٌ = وتنقُلُها بكلِّ لِسانْ
فمن جُرمٍ إلى جُرمٍ = ومن قَهْرٍ إلى طُغْيانْ
هوَ الإنسانُ ليسَ لهُ = مِنَ الإِنْسِ سوى العنوانْ
تخلَّى عن فضائلهِ = ومن خُلُق ٍهُو العُريانْ
يغيِّرُ من طبائعه = طبائعِ غادرٍ خوَّانْ
فَذا الحيوانُ لا يُؤْذي = إذا ما بطنُهُ شَبْعانْ
فِلِمْ لا يسْتَعيرُ لهُ = طبائِعَ ذلكَ الحيوانْ ؟
فهاكَ جماجمُ القتلى = من الأطفالِ والشُّبَّان
بلا ذنْبٍ جَنَوا قُتِلوا = وقاتلُهُم بِذا هَيْمانْ
وَمِنْ شريانهم أَجْرى = كأَنَّ دماءَهُمْ طوفانْ
يعُبُّ بكأسِ شهوتِهِ = إِلى دَمِهِمْ هُوَ الظمآنْ
على أجسادِهِم يُقعي = جَماجمُهُمْ بها سَكْرانْ
وقاتِلُهُمْ لَهُ عَقْلٌ = لهُ بَصَرٌ لهُ أُذنانْ
هوَ الإنسانُ لوْ يَرقى = بِصَنْعَتِهِ وبِالبنيانْ
وَلَوْ تَعْلو حضارتُهُ = على الشِّعْرى على كيوانْ
يَظَلُّ بِجُرْمِهِ يشقى = ذليلاً بلْ ربيبَ هوانْ
يُشارِكُ في شَقاوتهِ = أَبا لهَبٍ بِكُلِّ زمانْ
تولَّى قوْمَ إِبليسٍ = فَذاكَ وليُّهُ الشَّيْطانْ
ففي الدُّنيا لهُ خِزْيٌ = وفي الأُخرى لهُ الخُسْرانْ