همسات القمر 93

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*سأرسمني

على لوح من الذكرى

وعمق البحر أرسلني

سأعزفني بألحان

وكل الكون يسمعني

وأغدو مثل أطيار

ودفء العش يحضنني

سأذكرني

إذا ما هبت الذكرى

بأنسام تعطّرني

إذا ما افترّ ثغر الكون

عن صفو يداعبني

ويرسلني

كغيث يمطر الظمآن

هذا الغيم يحملني

فلست أحيد عن دربي

لصدق الوعد أُسلمني

*أيا بحري ..

أتذكرني ..

أتذكر بعض نجواي

وذكراي التي نقشت

على رمل الحكايات

أتذكر حين تحويني

من الأشجان تحميني

وتملأ خافقي فرحا

وإيناسا يسلّيني

أيا بحري ..

أحن لرملك المعجون

بالدفء الذي يعمر

قلوبا ترتجي الأيام

جسر لقائها 

تعبر ..

أيا بحري ....

*على خد الندى يختال حرفي

ينادي البدر في أنواء صرفي

يناجي والفؤاد غدا أسيرا

لنبض ثار من حرّات ذرفي

أيشفي الحرف بعضا من أنين

ببوح ويعتلي بكثير هرف

*وإذا تكلمت العيون تبعثرت

في دربها كل القصائد والحروف

هي وحدها لغة تباهي سرّها

كفراشة من حول زهرتها تطوف

*فمتى سينعتق الإسار وقيده

ومتى سأنعم بالفضاء الأرحب

ومتى أدق الباب باب سعادة

ومتى ربيع السلم يغدو ملعبي

*ألا ارويها حكاياتي ..

وسطرّها حروف الشجو

تفصح بعض آهاتي ..

أيا قلبي 

ألست الشاعر المكروب من دنيا المعاناة

ألست الطفل في مهدٍ

يروم دفيء لحظات

ألست شريد أيام

تلملم بعض زفراتي ؟

فقلها يا فؤاد شقا

هي النبضات مأساتي!

فقلها دون لعثمة

ودونك فيض دمعاتي..

وسوم: العدد 682