عجيبٌ أمرُنا في ذا الزّمانِ = كأنّا قد خُلقْنا للهوانِ
فيقتُلُ بعضُنا بعضاً سفاهاً = ليعلو فوقَنا وغدُ الزّمانِ
فإذ ما رِيحُنا ذهبَتْ وولّتْ = إذا بالوغد يضرِبُ بالجِرانِ
فيُلقينا بواد الهونِ قهراً = ونغدو سُبَّةً في كلّ آنِ
* * *=* * *
ألا لا تعجّبَنْ مِن سوءِ حالٍ = وقد هُجِرَ الكتابُ وهديُ بانِ
فيحكُمُنا الهوى وضلالُ عصرٍ = وتقليدٌ لِ( جاكٍ) أو ( رينانِ)
فذي القزعاتُ تغزو رأسَ شادٍ = كعوسجةٍ بقفرٍ مِن مكانِ
فتحسب أنّ شيطاناً تبدّى = فقزّتْ عنهُ أعيُنُ كلِّ ران
وذا ( بنطالُه ) يبدو عجيباً = حوى (موضاتِ ) معتوهٍ وجانِ
وإن أنت استمعتَ له حديثاً = سمعت شتائماً وحديثَ شانِ
وتحزنُ إذ يغيبُ الذّوقُ عنهُ= فلا توقيرَ للشّيخِ المُعاني
ولا يَجْزون بالإحسانِ حُسْناً = ولا يرنون للمُثُلِ الحِسانِ
فهمّهمُ حياةٌ ليس فيها = سوى اللذاتِ أو قنْص الغواني
وما رفقاؤهم إلاّ قطيعٌ = من الضُّلاّل أعداء الأذان
ولا يَصِلُون أرحاماً وقُربى = ولا أهلاً على قُربِ المكان
ولا يدري النّوايا غيرُ ربٍّ = فإنّ اللهَ أعلمُ بالجَنانِ
* * *=* * *
فقلْ لي , يا أُخَيَّ , ألا نجاةٌ = لنا من كربنا أو من هوان ؟!
فندعو اللهَ أن يهدي الحيارى = إلى القرآن والسّبعِ المثاني
وأختمُ نظرتي بصلاة ربّي = على الهادي إلى باب الجِنانِ !!