وشَوْكُ الوَردِ يُدْمي مَنْ أنابَا

clip_image001_f9838.png

أراكِ غَدَوْتِ للموتِ الكِتابَا=وَمَنْ يقرأْهُ يرحلْ والشّبابَا

يُسَرْبَلُ كلُّ حرفٍ مِن دِمانا=وأسئلةٍ وَلَمْ نُؤتَ الجَوابَا

تخلَّتْ أُمُّنَا.. جَحَدَتْ بَنيها=وموجُ البحرِ يضطرِبُ اضطِرابَا

على أعتابِنا يُمْسي هلاكٌ=وفي  صحرائِنا نَغدو سَرابَا

وفي قِيعانِ وادِينا سُيوفٌ=على أنْصالِها صفُّوا الرِّقابَا

على أدواحِنا خَرِسَتْ قَماريْ=وقُمْرٌ إنْ تَغَنَّتْ كان صابَا

ففي أعشاشِها غَدْرٌ تَمَطَّى=وفوق الغُصْنِ مِقلاعٌ أصابَا

وفوقَ وسائدِ الأحلامِ يُقْعي=مُصَادِرُ حُلْمِنا المَرجُو اقْتِرابَا

وفي فِنْجانِ قهوتِنا نَذيرٌ=على الجُدرانِ مَوسومٌ حِرابَا

وتلكَ محاكمُ التفتيشِ عادتْ=فلمْ تُفلِتْ فِجاجًا أو شِعابَا

شكانَا السَّيفُ للسيْفِ انْتِحابا=على شَعبٍ يُلَقَّنُ الِاحتِرابَا

ربيعُ الحاملينَ الوَردَ مَوتٌ=وشَوْكُ الوردِ يُدْمي مَنْ أنابَا

عِنادٌ وافتئاتٌ وانقِسامٌ=وخَيْمةُ عَدلِنا حُرِقَتْ عِقابَا

توازَى في خرائطِنا وِئامٌ=وعَذْلٌ يرتَجي طَلَلًا خرابَا

وتِلْكَ مَدارِجُ الطَّيْرِ المُعَنَّى=ولَيْلٌ باتَ مِشْجَبُهُ العَذابـَـــــا

نَقبْنا والجِدارُ غَدَا سَمِيكًا=فَمَنْ للضَّوءِ يَقْنِصُهُ احتِسابَا؟

* * *=* * *

على خَيْلِ العِدا بِتْنا سُروجًا=وَيَخزَى المُمْسِكونَ لهم رِكابَا

حِمارُ العَلْقميِّ غَدَا رُكوبًا=لِمَنْ جَمَعَ المواعِظَ واستَجابَا 

سَلوا التاريخَ قُرطُبَةٌ تُجِبْكُم=وجُلُّ قُصورِها تبكي الغيابَا

سَلوا بغدادَ والفَيْحاءَ عَمَّا=أصابَهما إذا طِقتُم جَوابَا

 وبَيْروتَ المُمَزَّقةَ الضَّواحي=وظَهْرَ القُدْسِ يُجْلَدُ مُسْتَتَابَا

ذَرَا الحُوثِيُّ في صَنْعاءَ سُمًّا=عِنــــاقُ الأُفْعُوانِ أهـــــــاجَ نابَا

* * *=* * *

سَتُسْأَلُ أُمُّنا عَمَّا دَهانا=وألْبَسَنَا هوانًا واغتِرابَا

وألقانا على السِّنْدانِ قَهرًا=ومِطرقةٌ تُصَيِّرُنَا خِضابَا

ألَا يا أمُّ هيَّا واجْمَعينا=سِهامُ الفُرقَةَ انقَلَبَتْ ذِئابَا

وسُدِّي الثَّغْرَ مِنهُ أتَى غَريمٌ=يُوَسِّدُنا المَنيَّةَ والتُّرابَا

وَعُودي لِلْخُزامى في رُبانا=وعِطرِ محبَّةٍ مَلَأَ الجِعابَا

15/2/2015

(1)القُمرُ والقَماريّ: جمعُ قُمْريٍّ وقُمريّةٍ وهو ضربٌ من الحمام// والصاب: شجرٌ له عصارةٌ شديدةُ المرارة، صابا: مُرَّا

(2) الفِجاج: جمعُ فجٍّ وهو الطريقُ الواسِعُ المُمْتَدّ/ الشِّعاب: جمعُ شِعبٍ وهو الانفراجُ بين جَبلين

(3)يُقالُ: كان العلقميُّ بعدما أعطاهُ التتارُ ولايةَ بغداد، راكبًا حِماره؛ وإذا بجُنديٍّ من جنود هولاكو في الطريقِ يُهينُه بضربِ دابَّتِه لِتُسرِعَ؛ فنظرت إحداهُن للعلقميّ وقالت له: أهكذا كان يُعاملُكَ العبَّاسيون؟ فأوجعتْهُ الكلمة ولَزِم دارَه حتى مات كَمَدًا..

وسوم: العدد 688