يَسقيكِ دِجلةُ مِنْ كَفَّيْهِ إصرارا
أَهبَّتِ الريحُ يا حَدباءُ إعصارا=واستوطَنَتْ زُمَرُ الفُجَّارِ أمْصارا
مالتْ سفينتُنا واجتاحَها غَرَقٌ=بَالأنبياءِ يُطيحُ السَّهمُ غَدَّارا
لَمْ نَنْسَ في نينَوَى التوحيدِ قِصَّتَها=في ظلِّ يقطينةٍ؛ ذو النُّونِ ما حارَ
أُمَّ الرَّبيعينِ؛ والأزهارُ قد ذَبُلَتْ=وَمَوجُ دِجلةَ يَسْبي النورَ أقمارا
وِشَايةً دَبَّجَ الواشونَ فامْتلأتْ=أسماعُ مَنْ حَقدوا فأشْعلوا النَّارا
دَقُّوا مَسامِيرَهُم في الرَّبْعِ وَانتَهَجوا=نَهجًا أَقَرَّ جُحَا يُبقي لهُ الدَّارا
هَذي قوافِلُهُمْ في البَغيِ تحمِلُهُمْ=مِن كَربَلاءَ أَتَوْا يَحمونَ بَشَّارا
مِن كلِّ فَجٍّ أَتَوا واستُنْفِرَتْ هِمَمٌ=على الطريقِ انبَرى التَّعتيمُ أسْوارا
مِنْ زَيتِنا أشعلوا النيرانَ مِنْ زَمنٍ=والنَّفخُ في كِيرهاِ ما عادَ إسْرارا
وقاسَموا الرُّومَ في قَزْوينَ كَعكتَنا=على جَماجِمِنا .. ذا نَخبُهُم دَارَ
غَدَتْ سِجالًا حُروبُ الحقِّ وامْتُشِقَتْ=سُيوفُها والقَنا؛ أَثْلَثْنَ إصْرارا
فَلُّوجةُ العزمِ لمْ تهْدأْ وما انْتَبَذَتْ=أقصى الأقاصي تَلوكُ اليأسَ أطوارا
فَتارةً يُسرِجُ الفُرسانُ خَيْلَهمو=وتارةً يخطِمونَ العَزمَ لَو ثارَ
سَنُّوا صَوَارِمَهُمْ.. وعَلَّقوا حُمُرًا=على الجُسورِ فكانَ الرُّعبُ مِدْرارا
يا مُوصِلَ المَجْدِ؛ والأحرارُ ما رَكَعُوا=إلّا لِباريِهِم.. واسْتلْهمُوا الثارا
أُختَ الرَّمادي عُيونُ الحِكمةِ التَمَعَتْ:=إنْ تَشْرُدِ الشَّاةُ تَلْقَ الحَتْفَ بَتَّارا
أَخْفَوا خناجِرَهُم.. والغَدْرُ ساتِرُهُمْ=مِنْ أَلْفِ خَلْفٍ أُتِينا.. أَمْنُنَا طارَ
هُبِّي أيا نِينَوَى؛ يَبغونَها عِوَجًا=دَقُّوا خِيامَكِ؛ هَل أُنْسِيتِ أنْبارا ؟!
20/10/2016
المُوصِل وتُسمّى الحَدْباء وأمّ الربيعين: عاصمة مُحافظة نينَوَى
تحرِقُها أمريكا الآن بالفسفورِ الأبيض بدعوى التخلّصِ من مُحتلّيها الدواعش(مسمار جُحا) في الشام والعراق
سُيوفُها والقَنا: أَثْلَثْنَ إصْرارا
أيْ: تَخَذْنَ من الإصرارِ ثالثَهنّ
وسوم: العدد 691