حديث الموت
لا تسألوا حلبَ الشـهـباءَ عن رَجُـلِ
فقـد رأيتـمْ صـمـودَ الحـرِّ كالجـبلِ
من كلِّ فـجٍّ ترى الخـضراءَ مـقبـلةًَ
تسوقُ كالباصِ حتفَ القردِ في عجلِ
لكـنَّ رحلـتـهـا تـعلـو مُـلوثـِةً
سقفَ السـماءِ بشرِّ الـناسِ والمللِ
وربـمـا وصـلـتْ أشـلاؤهـمْ زُحَـلاً
مَنْ غيرُنا يُوصـلُ الهلكى إلى زُحَلِ
نحنُ الأباةُ انظروا ما كان مـن عُمَرٍ
أمَـا كفاكـم دروسُ الـقـائدِ البـطلِ
أمَـا كـفاكم بـذي قارَ الهـزيمـةَ أمْ
نسـيتـمْ الرأسَ لـمَّـا حُزَّ من قُبُـلِ
نحنُ العيونُ ودربُ اللاطـمـينَ عمى
مـنارةُ العلمِ لا تخـشى من الجُهـُلِ
غـداً سـتـرفـعُ رايـاتٍ لهـا بـذلـوا
دماءَ شعـبٍ سلـيلِ السيفِ من أزلِ
ومـا انتـصرنا بحربٍ فـي ملاحمـنـا
إلا بـفـضـلِ عـظـيـمِ المـنَّ والجَزَلِ
غداً سـيسـمعُ مـَنْ سـامـوا حرائرنا
سـوءَ العذابِ حديثَ الموتِ والشـللِ
#براء_بربور
وسوم: العدد 692