وَعَدَالإلهُ الأمَّةَ المأمولا = واللهُ جـلَّ ولا يزالُ كفيلا
وحبا مكانتَها الكريمةَ موئلآ = لمَّـا تجدْ عن غيرِه تبديلا
تغشى منابتَها الحِسانَ فتزدهي = بالوعدِ إيمانًـا لها موصولا
لن يستبيحَ عدوُّها تاريخَها = فالعزُّ وشَّى عرضَها والطولا
أفراحُها : النصرُ المؤزَّرُ مانأى = رغمَ الأسى الفوَّارِ باتَ ثقيلا
وبلالُ رضوانُ الإلهِ عليه لم = يُصرَمْ نداءُ أذانِه مغلولا
صوتٌ له الأصداءُ في جوف الوغى = يُحيي الإباءَ ويشحذُ المصقولا
إنْ رنَّ في أُذُنِ الجبانِ توقَّدتْ = في صدرِه هممٌ تصدُّ فلولا
أو لامسَ الأحناءَ هبَّ ولا يني = فَيَلِي صليلَ مهنَّدٍ وصهيلا
أو قالَ حيَّ على الصلاةِ تألَّقتْ =أشواقُنا ونرى المدى مأهولا
أو قالَ حيَّ على الفلاحِ فإنما = لم تلقَ ذاكَ المؤمنَ المخذولا
اللهُ أكبرُ من أخٍ متلهفٍ = للثأرِ باتَ الفارسَ المأمولا
لم يَحْنِ هامتَه الأبيَّةَ للعدا = أو عاشَ بينَ الظالمين ذليلا
إنَّ البطولةَ ليس يُخرمُ عزمُها = وهي التي رَمَتْ العدا تجديلا
يُرجَى نزولُ المسلمُ المقدامُ في = ساحِ العراكِ فلن يطيقَ غلولا
فإذا بدا فالرعبُ في وجهِ العدا = يبدو قتارًا مفزعًـا و نحولا
وهي الرسالةُ لم تدعْ فرسانَها = نهبًـا لزيفِ مخاتلٍ وعويلا
وهي الليالي شاهداتٌ لم تزل = قد أكبرتْهم أنفُسًا وعقولا
بذلوا لأُمَّتِهم فمن سلسالهم = يشفي التَّدَفُّقُ حرقةً و غليلا
ومن الدمِ الغالي يُفَوِّحُ نفلُه = طيبًـا فيملأ أربُعًـا و سهولا
يفترُّ زهوُ ربيعِه ما أجفلتْ = عنه البريَّةُ أو سرى مملولا
والفرحةُ اهتزَّتْ وقد سُقيتْ بما = يُحيي شبابًـا غُيِّبُوا و كهولا
الكربُ قاسٍ والمصائبُ سيفُها = مازال شطرَ وجوهِنا مسلولا
ولعلَّ أعداءَ الشريعةِ غـرَّهم = أنَّا اتخذنا الزائفَ المرذولا
هيهاتَ مانامتْ لنا عينٌ ولم = يطوِ الفجورُ حياتَنا والجيلا
فالأُمَّـةُ انتفظتْ تردُّ بقوَّةٍ = غزوًا ، وعادَ هوى الشبابِ أثيلا
وهي الأماني ! والأماني حسرةٌ = إنْ لم نَصُنْ قانونَها المعسولا
وجهان ماواراهما قترُ الأسى = وعليهما تأتي العجافُ فصولا
هلاَّ بمضمارين فانحازت إلى = أركانِ خيرِهما هدىً و أصولا
يلقاهما شعبٌ أعزَّ شبابَه = بَذْلُ المآثرِ بكرةً و أصيلا
ما أعظمَ الشَّعبَ الذي يُصغي إلى = حُلوِ النداءِ ولم يكن معزولا
رضي الهدى إذ كان للدنيا سَنًا = وأضاءَ مابين الورى قنديلا
هو شعبُنا ابنُ المجدِ لم يرضَ الونى = أو عاشَ في صمتِ الدجى مجهولا
فالفخرُ والأمجادُ والقيمُ التي = عنها المصابرُ لم يكن مشغولا
باتتْ تؤرقُه ، وتوقدُ جمرَهـا = لتعيدَ شأنًا لم يكن مملولا
علويَّةٌ تلك الفضائلُ : طيفُها = ماغابَ عن أجفانِه مغلولا
هو آهلٌ بربيعِ شذوِ مُحَمَّدٍ =إذْ طاب في زمنِ الصِّلالِ مقيلا
لن يستطيعَ الروسُ طمسَ صروحِه = إن سخَّروا الصاروخَ والأسطولا
فالله يمحقُ كلَّ باغٍ معتدٍ = ويردُّه بيد الثباتِ ضئيلا
إن جاء بالجيشِ الأُحيْمِرِ غازيًـا = يجد الفداءَ لدى الشبابِ سبيلا
هاهم بشهباءِ الشآمِ كتائب = لم يركنوا للظالمين قليلا
فليخسأ الأعداءُ مهما عربدوا = أو أمعنوا في شعبنا تقتيلا
هي غُمَّـةٌ سوداءُ تُجلَى بالهدى = والصَّبرِ إنَّ اللهَ كان كفيلا
يحلو الجهادُ فتحتَ رايتِه يرى = أبناءُ أُمَّتِنا القعودَ ثقيلا
لايرتضون الضيمَ في زمنٍ غلتْ = أحقادُ جمعِ الكفرِ ترمي الغيــلا
لن يفلحوا فالله أكبر، والذي = جاؤوا به لمَّـا يكن تمثيلا !
هو كفرُهم ، هو حقدُهم ، هو خوفُهم = من أن يروا سيفَ الإباءِ صقيلا
كم مجرمٍ مُدَّتْ يداه ببطشِه = فرماه ربي في الورى مقتولا
كم خائن أرغى وأزبدَ ، فانثنى = إذ داسه قدمُ الشبابِ ذليلا
للفرحةِ ابتسمت بليلِ عُتُوِّهم = والشَّمسُ بعد الليلِ تأتي الأولى
والفجرُ يصدحُ بالأذانِ مجدِّدًا = هممًـا تحورُ لأهلها وذحولا
هي حقبةٌ فيها المراراتُ التي = جاءت تردُّ الزيفَ والتضليلا
فهمُ الأعادي ملَّةٌ ملعونةٌ = مهما بدا وجهُ العدوِّ جميلا
هي لعبةٌ والسمهريُّ دواؤُهـا = فالداء فيها لم يزل موصولا
أتصدقون الغربَ وَهْوَ عدوُّكم = وترون في الشرقِ الكفورِ بديلا
وكيان صهيونٍ أقامَ بناءَه = غربٌ وشرقٌ فاشمخرَ طويلا
والَّلهِ لن تجدوا بدنياكم لكم = غيرَ الإلهِ مؤيدًا و كفيلا
عودوا إليه بصدقِ نيَّاتٍ لكم = وخذوا بآيات القديرِ دليلا
وبِسُنَّةِ الهادي البشيرِ محجَّةً = لم تُبقِ للكفرِ الذميمِ ذيولا
واستيقظوا من غفلةٍ جَلَبَتْ لكم = شؤمَ النوازلِ والأسى المحمولا
هيهاتَ تفرحكم ليالي زيفِهم = هيهاتَ ، فاجفوا ظلَّه ليزولا