سِنَةُ نَوْمٍ
في رقْدَةٍ عِنْدَ الظَّهيرةْ
والشَّمْسُ في وَقْدَتِها
شديدةٌ مُبيرَةْ
وَكُنْتُ قَدْ أُتْخِمْتُ تُخْمَةً عسيرةْ
مِنْ أَكلَةٍ يَدعونَها المضيرةْ
وقبْلَها كَرَعْتُ في صَحْنَيْنِ منْ حريرةْ
تَلَتْهُما فطيرةْ
أَتْبَعْتُ ذاكَ كُلَّهُ
كُنافَةً بِقَطْرِها شهيرةْ
نَعِسْتُ بلْ غَفَوْتُ غَفْوْةً قصيرةْ
رأيْتُ أَنَّني على
أَبْوابِ قَلْعَةٍ على أَسْوارِها أَميرةْ
تُشيرُ لي بِشالِها
هَيَّا تعالَ وانْقِذِ الأسيرةْ
نَظَرْتُ حَوْلي هالَني
ما حَوْلَها مِنْ قُوَّةٍ
بِجُنْدِها كَثيرةْ
أَيْقَنْتُ أَنَّ حيلَتي
قاصِرَةٌ فقيرةْ
فما عسايَ والجنودُ حَوْلَها
سيوفُهُم رماحُهُمْ شهيرةْ
وفجأَةً إذا بجيشٍ قادمٍ
جحافلٍ غفيرةْ
اللهُ رَبِّي صَيْحَةٌ
مِنْ جُنْدِهِ المُغيرَةْ
تَعْلو تميدُ فَوْقَنا
كأَنَّها زلازلٌ مِنْ تَحْتِنا
أَوْ رجفةٌ خطيرةْ
أَيْقَنْتُ أَنَّها إِشارةٌ
قَدْ أَعْلَنَتْ نفيرَةْ
جَهَّزْتُ نَفْسي وامْتَشَقْتُ ما مَعي
وَعِنْدَ سورِها اصطَدَمْتُ في الجِدار فارتَمى
مِنْ هَوْلِها الحصانُ في حَفيرَةْ
صَحَوْتُ كالملدوغِ صارِخًا وَإِذْ
وَجَدْتُ وَجْهي غارقًا بِصَحْفَةِ المضيرَةْ
وسوم: العدد 694