دعاني الحبيبُ الدكتور محمود الحليبي إلى منزلٍ أتمَّ بناءَهُ ، فوجدتهُ قد اقتطع قطعةً مِن الأندلسِ وقطعةً منْ قلبي ، ومزجهما بشاعريتهِ ، فكانت هذه الأندلسية :
ليلةَ الأحد في الطريق من الأحساءِ إلى الظهران 1/7/1434ه ـ 11/5/2013م
لمنزلكِ الموشَّحِ بالجمالِ = تحيةَ عاشقِ السِّحْرِ الحلالِ
أَهذا منزلٌ أَمْ بيتُ شِعْرٍ ؟ = تنادَتْ فيهِ آياتُ الجمالِ
بَدَتْ في رسمهِ آياتُ فنٍّ = زَهَتْ في ثوْبِ وشْيٍ بلْ لآلي
وَصُغْتَ قصيدةً تَحْلو وتَعْلو = على كلِّ القصائدِ والمقالِ
أَعَدْتَ بهِ لأندلسٍ حياةً = حياةَ لياليَ الأُنْسِ الخوالي
بِلوْحاتٍ مُنَمْنَمَةٍ عليها = زخارفُ مِنْ بديعِ الفنِّ عالِ
كأَنِّي في مجالِسِها وَحَوْلي = قِيانٌ شِبْهُ رِئْمٍ أَوْ غزالِ
خرائدُ في الدِّمقْسِ مُسربلاتٍ = يُرقِّصْنَ العقولَ مِنَ الرِّجالِ
وتصدحُ فيهِ أَنْغامٌ وشِعْرٌ = تُعيدُ الخالياتِ مِنَ الليالي
بصوتٍ لابنِ زيدونٍ حَنونٍ = تُطارحهُ الحبيبةُ في دلالِ
فذي ولَّادةٌ تشدو تُغَني = وترقُصُ بالوشاحِ وبالحجالِ
تقولُ لهُ وقدْ هامتْ غرامًا = " أَنا واللهِ أَصْلُحُ لِلْمَعالي "
يضجُّ الكونُ مِنْ عشقٍ وحُبٍّ = ويزهو الرَّوضُ مِنْ ماءِ الوصالِ
فيا مَنْ تسكنُ القلبَ الحنايا = رجائي بل دعائي وابتهالي
بأَنْ تَحيا أَبا العزَّامِ فيهِ = وطالِعُكَ السُّعودُ وسَعْدُ فالِ