النذل .. والعِقال !
لا تَـسَـلْ عـن عِـقـالِـهِ والـعَـبـاءَهْ
فـهـوَ ، فـي عـالـَمِ الـرِجالِ ، هَـبـاءَهْ
هـوَ شـَـيْـخٌ : عَــبـاءةً وعِــقـالاً
وهــوَ كـَـلـْـبٌ : ضَــآلـَـةً ودَنـاءَهْ
هـوَ نَـذلٌ ، وكُـلُّ مـا فـيـهِ يُـعْـدي :
مِـن سُــقــوطٍ وخِــسّــةٍ وبَــذاءَهْ
فـإذا مـا ذكَــرتـَـه ، ظـَـنَّ قَـومٌ
أنـّـه بَــثَّ ، فـي لـِـسـانـِـكَ ، داءَهْ
الـجُـذامُ الألـيــمُ أهْــوَنُ شـَـرّاً
مِـن سَـجـايـاهُ .. وهـوَ شـاءَ بـَـلاءَهْ
*
هـوَ رمْـزُ الهَـوانِ ؛ فـالـذلُّ يَـغْـشى
وجــهَــه ، وضَــمـيــرَه ، ورِداءَهْ
هـوَ فـي صَـفْـحَـةِ المَـذَلـّةِ سَـطـرٌ
مُـسـتَـقِـرٌّ ، لِلـهُـزءِ .. لا لِـلـقِـراءَهْ
أَيُّ مَـوتٍ يَـفـوقُ خَـصْـلـَـةِ سُـوءٍ
فـيـه .. والـمَـوتُ ، لـوْ رآه ، لـَسـاءَهْ !؟
يَـمْـقُـتُ الـمَـوتُ خِـزيَـه ، إن أتـاه
كــيـفَ يَــدنـو!؟ أمـامَـه ، أمْ وراءه !؟
إنّـه اللـؤمُ ، شـاخـصاً ، فـي بِـنـاءٍ
آدَمِـيٍّ .. والــهـُـونُ شــابَ دِمــاءَهْ
نَـفْـسُـه مِـن حُـثـالـَةِ الطِـينِ صِيغَـتْ
ومِـيـاهُ الـكِـلابِ تَــحْــقِــرُ مـاءَهْ
يَـنـتـمـي .. لا لأمـّـةٍ ، أو لِـشَـعْـبٍ
ليـسَ يَـرضى ، إلى سِـواهُ ، انـتِـمـاءَهْ
ويُـوالـيْ طـَـبـيـعَــةَ الـذلِّ فـيـه
فـالتَـمِـسْ ، عِـنـدَ سـاحِـقِـيـهِ ، وَلاءَهْ
فـهـوَ ، إن نـالَ صـفـعَـةً مِـن عَـريـفٍ
ضَـمَّـه ، وانـحَـنَـى ، بِـخِـزْيٍ ، إزاءَهْ
ليـسَ يَـرضى العَـريفُ ، حـتّى يَـراهُ
مـاسِـحـاً شَـعْـرُ شـارِبَـيْـهِ ، حِـذاءَهْ
فـهـوَ كالفَـأرِـ في الصِراعِ ـ خُـنـوعاً
وهـوَ كالـقِـرد ـ في الفُـسوقِ ـ جَـراءَهْ
يُـذبَـحُ النـاسُ ، والـحَـرائـرُ تُـسْـبَـى
حَـولـَـه ، وهـوَ قـابِـعٌ ، فـي قَـمـاءَهْ
لا تَـسَـلـْه عَـن نَـخْـوةٍ .. سَـلـْه عَـمّـا
أَتْـرَعَ السُـحْـتُ ، مِـن طـَعـامٍ ، إنـاءَهْ
فـإذا نـالَ لـُـقْــمَــةً ، فـي هَــوانٍ
أَجَّـجَـتْ ، فـيـه ، زَهْـوَه وانـتِـشـاءَهْ
فـهـوَ ثـاوٍ، قُـربَ الضِـبـاعِ ، ليَـحْـظى
بـفُــتـاتٍ يَـزيـد ، فـيـهِ ، بَـهـاءَهْ
*
إن تَـراءى في (مَـرقَـصِ الشَعـبِ!) يَـهْـذي
أَشـْـبَـهَ الـقِـردَ : رقْــصَـه وهُـذاءَهْ
أو تَـمَـطـّى ، في ( مَجْـلس الذلِّ!) ، يَـعْـوي
قـلـتَ : هـاجَـتْ عِـظامُ جَـدْيٍ عُـواءَهْ
يَـعْـبـدُ القِـرشَ والـعَـصـا ، ويُـغَـنّـي
لِـمُــذِلـِّـيـهِ ، صُـبْـحَـه ومَـسـاءَهْ
فـإذا أَدمَـت الـعَـصـا جـانِـبَـيْـهِ
أَقْـبَـلَ الـقِـرشُ ، كـيْ يَـكــونَ دَواءَهْ
*
لا يَـرَى جَـوقَـةَ الخَـنـازيـرِ، تُـخْـزي
مَـوطِـنَ الـعِــزِّ : أرضَـه وسَـمـاءَهْ
إن رأى ، فـي حَـرائـرِ الشَـعْـبِ ، حُـزنـاً
غَـضَّ طَـرْفـاً ؛ فـهُـنّ لـَسـنَ نِـساءَهْ
وإذا أوذيَــتْ ، لـَـدَيـْـه ، حَــريـمٌ
زَفَّ لـلـسـافِـلِ الـمُــسيءِ ، ثَـنـاءَهْ
فـهـوَ خِـزي ، لـقَـومِـه ، فـي البَـرايـا
وهــوَ عـارٌ ، مـُـجَـلـِّـلٌ أبـْـنـاءَهْ
*
لا يَـرى ، فـي حِـمَـى الـقَـبـيـلةِ ، إلاّ
مــا يـُـغَــذّي غُــرورَه ورِيــاءَهْ
وهـيَ ، إن شـاءَ ، صُـرّةٌ مِـن طـعـامٍ
وهـي ، إن شـاءَ ، شُــعْـلـَـةٌ وَضّـاءَهْ
وهـيَ ، للـبَـيع ، سِـلـعَـةٌ ..لا يُـبـالي
كـيـفَ تُـشْرى ، لكَيْ يُـطِـيـبَ عَـشاءَهْ
لا يُـوالـيـهِ ، في الـقَـبـيـلةِ ، إلاّ
مَـن يُـدانـيـه ، فـي الـطِـباعِ ، رَداءَهْ
*
سـوفَ يَـبـقـى العِـقـالُ رمْـزَ إبـاءٍ
لأُبــاةٍ ، لا يـَـخْــدِشــون إبــاءَهْ
يَـمْـقُـتـون الحَـيـاةَ ، إن لـمْ تَـصُـنْـه
وتُــعَــزّزْ سـُـمُــوَّه ونَــقــاءَهْ
وسوم: العدد 702