أيُّ القطوف من البستان أختار ..؟ = وكله عبقري النفع معطار ..!
يا يوم هجرة خير الخلق أمل لنا = إن الصدور لما تُمليه أسفارُ
تطوف ذكراك بالأرواح عاطرة = ورُبَّ قلب غفا .. يحييه تذكار
أنت الضياء .. بديجور الظلام سرت = آياته .. فانجلت لليل أستار
بمهجتي .. يا حبيب الله .. ما شرقت = عيناك بالدمع .. والتحنان موار
ترنو لمكة والأشواق لاعجة = والأرض تدمع والأبواب والدار
حثوت فوق رؤوس الراصدين ثرى = ولفهم من خطايا كفرهم عار
وسرت كالنجم في طيات غيمته = في صحبة الله .. لم ترصدك أنظارُ
وذا عليٌّ بثوب الحق متشحٌ = قاب المنية لم يرهبه بتار
في لحظة بامتداد الدهر يفعمها = ذكاء قلب وإقدام وإصرارُ
يلقى الحمام .. ووجه الله غايته = والدين في نهجه بذل وإيثار
يا كرم الله وجهاً من وضاءته = شع اليقين .. وفاضت منه أنوارُ
ويا شذا من خطى الصديق منه جرى = ينبوع عطر على الأيام مدرار
تدور حول نبي الحق في حدب = كالدرع .. إما بدت في الليل أخطارُ
صديق .. يا من صدقت العهد في زمن = عزّ الصديق به والصحب والجارُ
لله درّ دموع منك طاهرة = بها ارتوت في ربى الإيمان أشجار
يا غارُ حدث بما غشاك من ألق = وصف لنا روعة الأنوار .. يا غارُ
رأيت .. كيف رأيت الشمس عن كثب ..! = ومن معين السنا تنهل أنهار
وكيف .. إذ قال " لا تحزن " لصاحبه = والعنكبوت ، وزغب الطير أستار
وأنهم نظروا من تحتهم لرأوا = لكن متى كان للطغيان أبصار !
حتى أتى الموكب الميمون غايته = " بطيبة " .. حفه بالود أنصار
نبض الدفوف غدا خفقات أفئدة = والطير تشدو .. وسعف النخل أوتار
ضموه تحت ضلوع الشوق لؤلؤة = لها بكل فؤاد طاهر .. دارُ
من شدوهم " طلع البدر " ابتدا زمن = الحق يعلو به .. والزيف ينهار
تلك الطلائع بالإيمان زاحفة = ما ردها عن سبيل الحق أسوار
تُهدي إلى الكون أسمى شرعة عرفت = يُعلي مناقبها الغراء أبرار