إنَّ دنياكم بِلا دينٍ عفاء
02شباط2017
شريف قاسم
غير أنَّ الدينَ باقٍ والمضاءْ
والعفاءُ المُـرُّ قيدٌ والشَّقاءْ
بأيادي المرجفين العملاءْ
وزوالُ الظلمِ حتمٌ لاانقِضاءْ
حيثُ لايخلدُ بغيُ الأقوياءْ
بلهيبِ الحقدِ أو بغيِ أساءْ
إنما للــــــــــــهِ والدين البقــاءْ
إنَّ دنياكم بلا تاريخِكم – دوحةٌ جفَّتْ ، وأغصانٌ خَواءْ
لاتَسَلْني عن ضُحانا والمساءْ = وعن الصبحِ ، ولم تُشرقْ ذُكاءْ
وعن المَغْدَى إلى المغنى فقد = مات فيه الأُنسُ واستبقى الجفاءْ
وعنِ الأيَّامِ ما أثقَلَهـا = وانشِغالِ الناسِ فيهـا بالعزاءْ
وعن الموؤودةِ اليومَ وكم = وأدوا بيضَ الأمانيِّ الوِضـاءْ
وعن السُّمَّارِ لـم يأتُوا ولم = يُـرَ منهم مَن أحبَّ الأصفياءَ
خيَّـمَ الحزنُ على هذا المدى = وتوارى مابه قبلَ العفاءْ
فانتظرْني عندَ أبوابٍ خلتْ = من مُحَيَّـا أهلِ وُدٍّ وإخاءْ
ورجالٍ لم تُهّشِّمْ عزَّهم = فأسُ هذا الكربِ أو ذاكَ العناءْ
الملايين ، وفي أُمَّتِنـا = ألف مليونٍ ومسعاهم هباءْ
أدبروا غُفلاً ، ولم ينتبهوا = أنَّ دنياهم بلا دينٍ عفاءْ
ونسوا دهرًا مديدًا ذكرَهم = إنَّمـا الدَّيَّانُ لم ينسَ الجزاءْ
فالجناياتُ لديهم أثمرتْ = حممًـا أدمتْ قلوبًـا و بكاءْ
لـم يؤاخذْنا زمانًـا ربُّنا = إنَّمـا قد طفحَ الكيلُ و ناءْ
نحن عشنا في فسادٍ وهـوىً = ونفاقٍ لايُجَارَى و رياءْ
والغواياتُ وفي مركبِهـا = أدلجتْ فُسَّاقُهم والقرناءْ
هل لدينِ المصطفى لهفتُنـا = أم تُرى الدينُ من القومِ بَرَاءْ !
أغرقتْ آثامُنا أربُعَنـا = فتوارتْ خضرةُ الوادي وراءْ
وغدوْنا نحو بومٍ نَعَبَتْ = لا إلى الطيرِ الذي غنَّى ثناءْ
إنَّ دنياكم بلا دينٍ بَدَتْ = كسرابٍ ، والهدى منكم بَرَاءْ
إنَّ دنياكم بلا قرآنِكم = أيُّهـا القومُ ظلامٌ و عَماءْ
إنَّ دنياكم بلا سُنَّتِكم = كالمغاني أقفرتْ من غيرِ ماءْ
إنَّ دنياكم بلا عزَّتِكم = قد تخلَّتْ من بهاءِ النبلاءْ
إنَّ دنياكم بلا فقهٍ ولا = لغةٍ فصحى غُثاءٌ و وهُراءْ
وانكِباباتِكمُ اليومَ على = عتباتِ المشركينَ السُّفهاءْ
ذلَّةٌ تطعنُ أربابَ الحِجَى = طعنَ سيفٍ ، بل هما اليومَ سواءْ
أين من رفعتِكم تلك الرؤى = فالمتونُ استوحشتْ هذا الجفاءْ
ما رأى الخيرُ على طولِ المدى = مثلَ مافي نهجِكم نهجِ الرخاءْ
أَعَجَزْتُم أن تعودوا أُمَّـةً = وتكونوا في البرايا بُشراءْ
فالأيادي ماخلتْ من مننٍ = وبنوكم من كرامِ النُّجباءْ
ونسيمُ الفجرِ في أرجائكم = فاحَ للعاني دواءً و هناءْ
ولكم كنزُ العطيَّاتِ التي = غيرُها يفنى وللفخرِ البقاءْ
فخوابيكُم بهنَّ امتلأتْ = باللذيذاتِ أكفُّ البؤساءْ
تمنحُ الناسَ جنى آلائها = ليس تُبقي في البرايا فقراءْ
أنتم المزنُ ففي الدنيا النَّدى = فاض في الآفاقِ من بحر السَّخاءْ
وإذا أنكرَ وغدٌ فضلكم = فسلوه عن رصيدِ القدماءْ
نحنُ علَّمناهُمُ كي يرتقوا = بيدينا ، وصنعنا الأذكياءْ
ورسمنا خطَّةَ الفتح لهم = بالحِجى بحثًا ، وللبحثِ ابتداءْ
بئسَ مَن عادى بها أُمَّتَنا = واعتدى ظلمًا على أهلِ العلاءْ
أسمعوني زفرةَ الشاكي هنا = وليَكنْ منها نواحًا أو غناءْ !
أو نشيدًا للمصيباتِ غدا = في مساءاتِ الملماتِ بكاءْ
أو صريخًا لرجالٍ حسبُهم = أنهم خفُّوا للقياها إباءْ
تتحدَّى الخطبَ ، بل تطفي اللظى =شبَّ في الأمةِ حقدًا و وباءْ
أسمعوني ، شفَّني لفحُ الأسى = إنَّ حزني أشعلَ الصدرَ ابتلاءْ
والتراتيلُ ، تراتيلُ اشتكتْ = وطأةَ الكربِ فعادتْ بقضاءْ
هُنَّ رُوِّعْنَ بأيدٍ كفرتْ = وغدتْ للبغي والظلمِ غطاءْ
فأعيدوا من أغاني ثأرِنا = حيثُ لايبقى بدنيانا استياءْ
نغمًا هـزَّ فؤادي وقعُـه = رافضًا في أرضِنا أيَّ اعتداءْ
وبشوقِ الروحِ للجنَّاتِ قـم = ليس نرضى بسوى العـزِّ رداءْ
واملأ النفسَ التياعًا مزمنا = علَّها تُحسنُ في العيشِ الوفاءْ
قد هجعنا والجراحاتُ سفتْ = عَذْبَ عيشٍ باتَ في أيدي العناءْ
لاتعيدي للثكالى نوحَنـا = بعدَ أن ولَّتْ حكاياتُ الهناءْ
فليالينا خلتْ من بهجةٍ = وعن الإنشادِ قد ولَّى الرُّواءْ
فصِبانا ، وهوانا ، والمنى = والليالي البيضُ في أحلى فضاءْ
كلُّها غامتْ وقد عزَّ اللقـا = بالأماسي مقمراتٍ والضياءْ
فَدَعِيها باكياتٍ إنها = حالُ مَن يرضى جلوسَ القرفصاءْ
الورودُ البيضُ ديستْ عنوةً = والجِنانُ الخُضْرُ آخاها الخَواءْ
والخريفُ المُـرُّ وارى دوحَنا = وإذا الروضةُ زيفٌ وغثاءْ
فانظمي عقدَ مآسينا لهم = واجعليهِ لأعادينا إياءْ
واسكبي كأسَ شقانا خمرةً = لطغاةٍ مالديهم من حياءْ
ثـمَّ لاتنسَيْ هنا ثورتَنا = صفحةُ الإيضاحِ للجاني وِجاءْ
واصفعي وجهَ الموالين له = إنهم منهم حزامًـا و حِذاءْ
كم تمادوا والمقاديرُ لهم = قبلُ بالمرصادِ من ربِّ السماءْ
ألفُ طاغوتٍ وفرعون ومَن = عاشَ للجلاَّدِ يُجريها دماءْ
أيقظتْنا من دمٍ أو أدمعٍ = صيحةُ الأطفالِ من تحتِ الرداءْ
أوَلَيسَ الماءُ يحيي ميِّتًـا = حيثُ يُرجَى من سواقيه انتشاءْ !
وبه ماتَ أخو الكِبرِ ضحىً = مع جيشٍ وعتادٍ ولواءْ
أفلا تُصغي قلوبٌ لُوِّعتْ = بالمراراتِ وبالقهرِ ابتداءْ
أفلا يسمعُ غُفلٌ سُكِّرَتْ = هكذا أسماعُهم من غيرِ داءْ !
فامنحيهم من فراتِ الهدْيِ ما = يُسعفُ العاقلَ من قبلِ امِّحاءْ
مايكنُّ القلبُ من حبٍّ لهم = ومن الشوقِ المصفَّى والوفاءْ
ومن اللهفةِ ترجو أوبةً = لجموعِ الهائمين البعداءْ
ومن الأحرفِ ترويها دمًـا = سفحتْها كفُّ لؤمٍ وعفاءْ
لاتلومي مهجًـا قد آمنتْ = أنَّ هذا المرَّ في الدنيا هناءْ
قُرَّةُ العينِ لنا بارئُنا = حينَ يرضى فلنحن السُّعداءْ
ما أجلَّ الحرفَ إن أوفى بما = عاهدَ اللهَ عليهِ في البلاءْ
وهو الشِّعرُ سيوفٌ سلَّها = مَن أتوهُ مِن كرامِ الشُّعراءْ
أبرمَ الشَّوقُ لأيامٍ خلتْ = من ليالينا الجميلاتِ الوِضاءْ
يومَ نالتْ أُمَّتي أمجادَهـا = من يَدَيْ خيرِ الورى والأنبياءْ
أعشقُ العزمَ فهل من هِمَّـةٍ = ترتقي بالقومِ عن ذلِّ ارتماءْ
فاحتمالاتُ جناهـا وافرٌ = حيثُ للكربِ وللبلوى انجلاءْ
والتراخي دونَ لقياها هوىً = ضيَّـعَ الأُمَّةَ في تيه الشَّقاءْ
قدرةُ المسلمِ من إسلامِـه = وسوى الإسلامِ وهْمُ الضُّعفاءْ
أنهكَ الأُمَّةَ حبٌّ مدبرٌ = فهوى الدنيا ابتلاءٌ و فناءْ
فعراها كرهُ موتٍ في الوغى = وانهزامٌ عن ميادين الفداءْ
دغدغتْ أهواؤُهـا أبناءَها = فاطمأنُّوا لفجورٍ و غِناءْ
وليالٍ مفعماتٍ بالخنا = وانسياقٌ ماله بعدُ انقضاءْ
وتنادوا لملاهيهم إلى = صوتِ مزمارٍ فيا للأغبياءْ
ويلهم هذي نهاياتُ التي = أوقعتْهم بين أنيابِ العفاءْ
كانت الأعداءُ تخشاهم وقد = نُصِرُوا بالرعبِ من قبلِ اللقاءْ
والقياداتُ التي مابرحتْ = لم تَلِنْ للمعتدين السُّفهاءْ
كلبُ رومٍ كان يخشى بأسَهم = وفلولُ الفرسِ معْ أهلِ المِـراءْ
إذْ تناهى صوتُ تكبيرٍ إلى = أُذُنَيْ أسماعِهم نعمَ النداءْ
وهوتْ أعلامُهم واضطربتْ = فتنادوا لهروبٍ وانكفاءْ
سكرةُ الكِبرِ أذاقتْهم به = حسراتٍ بعدَ زيفِ الكبرياءْ
إنَّـه الإسلامُ يا أبناءَه = فيه عـزٌّ وانتصارٌ و علاءْ
فاذرفوا الدمعَ على هجرانِـه = والبسُوا الخزيَ هوانًـا و انحناءْ
وانزوا اليومَ على خيبتِكم = ليس تجديكم هتافاتٌ هراءْ
كم ركعتُـم لزعيمٍ مجرمٍ = قادكم للعارِ تَبًّـا بدهاءْ
هذه بلدانُكم في كُرَبٍ = قد أقضَّتْ مضجعَ الجيلِ اكتواءْ
سخطَ اللهُ عليكم فالجؤوا = ويحكم للهِ ، يانعمَ التجاءْ
يُدركُ التائبَ ربي إنَّـه = لغفورٌ راحمٌ بالأتقياءْ
يبدلُ السَّيئَ بالعفوِ الذي = ليس يُبقي سيئاتٍ وجفاءْ
فاحذروا فَقْدَ يقينٍ إنَّـه = جنَّـةُ الإيمانِ من ربِّ السَّماءْ
لم يُزعزَعْ ثقةً باللهِ مَنْ = ذاقَ شَهدَ القربِ فالنجوى وِجاءْ
هذه أُمَّتُكم مـا ضرَّهـا = ماعراهـا من عُتُوِّ الأشقياءْ
ستردُّ الصَّاعَ صاعين فلم = يقدرِ الأعداءُ من طمسِ الضياءْ
ذاتُهـا باقيةٌ في شِرعةٍ = ليس تبلى ، أو يُواريها انتهاءْ
أَوَتَبْقَى هكذا جفوتُكم = إنَّهـا الغفلةُ يسفيها اهتداءْ
فارجعوا اليومَ إلى بارئِكم = تصبحوا ياقوم أقوى الأقوياءْ
فلكم واللهِ من خالقِكم = إن طغتْ أوجاعُكم أجدى دواءْ
فاطمئنوا للمثاني وثقوا =بالمواعيدِ المنيفاتِ الوِضاءْ
إنَّه اللهُ ، وهل من قوَّةٍ = في رحيبِ الأرضِ تُرجَى للنجاءْ
إنَّه اللهُ لنا المولى ولا = لجموعِ الكفرِ من مولى ابتداءْ
والحفاواتُ التي ترمقُها = أُمَّةُ الإسلامِ حقٌّ لا افتراءْ
أنَّبَتْهـا في الدجى أيامُهـا = فبَكَتْ شوقًا إلى عهدِ الهناءْ
صيتُهـا المحمودُ مابينَ الورى = لم يزلْ يُذكي حنينَ الأوفياءْ
إنها جدوى التلاواتِ ومـا = في انبلاجاتِ المثاني من إياءْ
وثمارُ الصومِ لمَّـا أينعتْ = دانياتٍ هي زادُ الأصفياءْ
وأُولو الذِّكرِ تراهم سجَّدًا = في ظلامِ الليلِ ، في ستر الخفاءْ
يسألون اللهَ من رحمتِه = لبني الإسلام إذ يحلو الدعاءْ
ليس ينسى ربُّنا من عملٍ = إن به جاءَ رجالٌ ونساءْ
من قيامٍ أو صيامٍ أو بمـا = تُكتبُ العزةُ في يومِ اللقاءْ
لانُجافي دينَنا مهما طغتْ = رغبةُ الأعداءِ في سفكِ الدماءْ
فالقلوبُ المؤمناتُ اعتصمتْ = بحبالِ اللهِ جبَّارِ السَّماءْ
لاتبالي بالعذاباتِ ، ولم = تَحْنِ هامَ العزِّ أو تَرضَ انثناءْ
فسلوا التاريخَ هل أخوى به = فارعُ المجدِ وآخاهُ العفاءْ
فانفضوا هذا الونى ، وانبعثوا = من دجى الأرماسِ يا أهلَ اللواءْ
أفقِدوا جلاَّدَكم أحلامَه = وانبذوهُ في غياباتِ العماءْ
يكرعُ السمَّ الذي هيَّأهُ = لبنيكم ، فلقد كان اشتهاءْ !
إنَّـه الأرعنُ كم غنَّتْ له = من بغِيٍّ ماعليها من كساءْ
تنطوي الأيامُ لكنْ وخزُهـا = لم يزل يُؤذي قلوبَ الأصفياءْ
ويثيرُ النَّخوةَ القعساءَ لا = يزدريها في الميادين الحُـداءْ
ولهـا ينشدُ من ديوانِه = ما حلا من نبضِ أحناءِ الإباءْ
والأحاسيسُ أشاحتْ وجهَهـا = يومَ جـدَّ السَّعيُ في ظلِّ الولاءْ
كان للخوفِ مكانٌ إنَّمـا = زُجِـرَ الخوفُ وولَّى للوراءْ
والخرافاتُ وقد دبَّجها = من أولي البغيِ شقيٌّ في الخفاءْ
أرهبوا الناسَ بتعذيبٍ وما = لقلوبِ الناسِ في البلوى غطاءْ !
فاستكانتْ أنفُسٌ أقعدَها = خورٌ مالها منه وِقاءْ
فتمادى مجرمًا ذاك الذي = لم يدع للناسِ في يومٍ هناءْ
جأرَ القومُ جميعًـا ، وشكوا = أمرَهم للهِ ، والشكوى دعاءْ !
فبأجفانِ الليالي أدمعٌ = وبـأجسادِ ثكالاهـا دماءْ
ربِّ فاغضبْ لليتامى ، وأجِرْ = أُمَّةَ الإسلامِ من هذا الوباءْ
ربِّ أهلِكْ كلَّ طاغوتٍ مشى = بخُطى الكِبرِ وتاج الخيلاءْ
ربِّ ليستْ بانفعالاتِ فتىً = يومَ أن أوجَعَهُ مرأى الفِناءْ
فيه أطفالٌ عليه التحفوا = قسوةَ الجلاَّدِ في بردِ الشتاءْ
فالبراءاتُ هُراءٌ مُفْتَرَى = بين شِدقَيْ سالبي طُهرَ النَّقاءْ
وشيوخٌ مُرِّغتْ أجسادُهم = بيدِ الأضغانِ ــ شُلَّتْ ــ ونساءْ
ودعاواهم أكاذيبُ هوىً = بالغواياتِ تثنَّى فأساءْ
والبطولاتُ : بطولاتُ الذي = يرمقُ الشَّعبَ بطرفِ الكبرياءْ
إنَّه التهريجُ إذ أبدعه = بيد الإعلامِ طوعًـا مايشاءْ
أيظنُّون التجاراتِ رَبَتْ = في صحارى الكُرهِ أو سوقٍ عراءْ !
فضحَ اللهُ نواياهم فما = من خُرافاتٍ يقولُ الأدعياءْ
زارعو الأسواءِ لمَّـا يحصدوا = غيرِ سوءٍ ، إنَّ للزرعِ اجتناءْ
ومَن استملحَ بالزُّورِ الجنى = لم يجدْ إلا قباحاتِ استياءْ
ستُوارى عربداتٌ طفحتْ = فالرزايا اتشحتْ من كلِّ داءْ
واصطلى فيها نهارًا شعبُنا = مثقلا بالوجعِ المرِّ اصطلاءْ
أنهكتْهُ الفاجعاتُ استعرتْ =كجحيمٍ مالـه اليومَ انطفاءْ
كلُّهم جاؤوا بعيدان الغضـا =يضرمون القهرَ بالشَّعبِ انتشاءْ
سرَّهم مرأى جموعٍ أُحرقتْ = باللظى أو أُغرقتْ في بحرِ مـاءْ
وَلَهَوْا بالطفلِ ألقى رأسَه = فوقِ رملِ الشَّاطئ الحاني فِداءْ
ورأوا في الهائمِ الهِـمِّ لهم = متعةً فاقتْ سرورَ الكُبراءْ
سأُواري أدمعي إذْ فُجِعَتْ = مهجتي الحرَّى بطعنِ الجبناءْ
في انفلاتٍ في دياجيرِ العنا = وبيومِ الخطبِ لم ينفعْ بكاءْ
صدقَ اللهُ بمـا أوحى لنـا = وبما جاءَ بِسِفرِ الأنبياءْ
أيُّهـا الناسُ إلى أوزارِهم = أبدًا لاتركنوا ذاك عماءْ
ولهم في عيشِكم لاتركعوا = فينال اليأسُ منكم والشَّقاءْ
إنَّ مَن أذعن للباغي هوى = بينَ ذلٍّ واعتسافٍ وانطواءْ
أين منكم ــ شعبَنا ــ قوتُكم = واليقينُ العَذْبُ في فيءِ الوفاءْ
والرواياتُ التي تؤثرُكم = عن سواكم في ميادين الفداءْ
والنجاوى في ليالٍ لم تزلْ = مقمراتٍ رغم كلِّ العملاءْ
آهِ ياشعبي صَبَـا قلبي إلى = وجـهِ ماضيكم ، فبالمجدِ أضاءْ
فأعيدوا طلعةَ اعـزِّ بِكم = فالأعادي يومُهم ــ والله ــ جاءْ
لن يفوزوا ، لن يروا مأمنَهم = طالما الشَّعبُ أبى زيفَ الرياءْ
مسلمون ــ الدهرَ ــ لن نحيا بلا = شرعةِ الرحمنِ أو نرضى اختباءْ
سوف نسقي الأرضَ من مُزنِ الهدى = فلقد جفَّتْ ، وأهلوها ظِمـاءْ
سوفَ يأتي عمرُ الفاروق كي = يبعثَ الصَّوتَ نديًّـا في الفضاءْ
مُسْمِعًـا ( ساريةَ ) الفذَّ بمـا = ينصرُ الأجنادَ في ساحِ الفداءْ
سوف يأتي خالدٌ معْ سيفِه = يدحرُ الغزوَ بعزمٍ ومضاءْ
سوف تأتون فأنتم عمر = فالبطولاتُ بنوهـا أوفياءْ
سوف تأتون فأنتم خالدٌ = ولصبحِ النصرِ ياشعبي اقتداءْ
لاتهابوا لاتهونوا ، لاتروا = غيرَ ما قد في مثاني الوحيِ جـاءْ
إنَّـه القرآنُ نبراسُ العلى = وهي السُّنَّةُ فيها الخيرُ باءْ
كيف تخشون الأعادي ولكم = من إلهِ الخلْقِ في الدنيا وِقاءْ
يمكرُ الأعداءُ والمولى لهم = كان بالمرصادِ يحمي الأبرياءْ
ليس للطغيانِ في أرضٍ يـدٌ = تتعالى فوقَ هامِ الصُّلحاءْ
أقسمَ وعليه دارت الأيامُ لـم = يَهْنَأَنْ يومًـا فللظلمِ انقضاءْ
فهو الشَّرُّ الذي يحذرُه = كلُّ حـيٍّ في صباحٍ و مساءْ
وهو الليلُ الذي ظلمتُه = مالهـا مثلُ ليالينا ذُكاءْ
أهلُه الأشرارُ لمَّـا يألفوا = راحةَ البالِ فبئسَ الخبثاءْ
ثـقْ بأني لستُ من أهلِ الونى = دونَ كفرٍ حاربَ الدينَ عداءْ
بك يابن الحاقدين اشتعلتْ = نارُ بغيٍ وتلظَّتْ كبرياءْ
سوف نحيا أمَّةً مسلمةً = لـم تَلِنْ للحقدِ خوفًا أو رياءْ
إنني أُبصرُ من خلف الدجى = بارقَ الفتحِ وإطلالِ الضياءْ
فالسجونُ السُّودُ ما أوهتْ يدًا = قد كوتْها قسوةُ الظلمِ اكتواءْ
وعذاباتُ السنين اجتهدتْ = كي تردَّ الخطوَ خطوَ النُّجباءْ
شمسُ قرآني أنارتْ أُفُقًـا = فتثنَّى ليس للأُفقِ انطفاءْ
وبهاءُ السُّنَّةِ الغرَّاءِ لم = يأتِه لفحُ اعتسافٍ و انكفاءْ
أيظنُّ الكفرُ في دنيا الورى = أننا يمكنُ أن نرضى التواءْ
وصراطُ اللهِ فيها بيِّنٌ = زانَ مسعانا عُلُوًّا و ارتقاءْ
لانوالي ظالما مهما عتا = أو نرى في ظلمِه أيَّ رجاءْ
تلك كفَّاه وكم لُطِخَتَا = من دمانا بئسَ حكمُ السفهاءْ
وتحدَّى أُمَّةً إذْ سلَّه = مستعارًا لايواريه حياءْ
وعصابات شرورٍ أمعنتْ = باجتثاثِ الحقِ فعلَ الأغبياءْ
أنبئيهم يابنةَ الفجرِ غدًا = أن مَن يقتلُ لايلقى هناءْ
سيولي مدبرا معْ عارِه = رغمَ حشدِ المجرمين الحلفاءْ
جرَّبَ المأفونُ حظًّا عاثرا = مبلسًا لمَّا يجد من شفعاءْ
يُهزمُ الباطلُ مهما انتفشتْ = بين شدقيهِ أغاني البلهاءْ
فالطواغيتُ رأيناهم دمى = حٌطِّمَتْ ركلا على كلِّ حذاءْ
في الغدِ الباسم شعبي يجتلي = طلعةَ الفتحِ على جفنِ الإباءْ
وسوم: العدد 705