هوامش :
(1) السحل : مكان جميل رحب قرب مدينة ديرالزور . (2) جامع الراوي : احد مساجد المدينة المشهورة . (3) السباعي : هو الدكتور الداعية المجاهد مصطفى السباعي ( رحمه الله ) (4) هو الداعية المجاهد عصام العطار حفظه الله . (5) هو الداعية المجاهد الدكتور حسن هويدي رحمه الله . (6) هو الداعية المجاهد الشيخ عبدالفتاح أبو غده رحمه الله. (7) هو الشيخ المجاهد الداعية محمد الحامد رحمه الله . (8) هو المجاهد الأبي الشهيد مروان حديد رحمه الله. (9) هو المجاهد صاحب المواقف الكريمة الشيخ سعيد حوَّى رحمه الله . (10) هو الداعية المجاهد الشيخ محمد علي مشعل رحمه الله.
ياشامُ : وجهُكِ عزَّةٌ وفخارُ = وضياءُ مجدِكِ للرقيِّ نهارُ
غنَّاكِ معْ ريحِ الصَّبا قلبٌ صبا = والشَّدوًُ بين الغوطتين نثارُ
هزَّ الإباءُ جناحَه ، فسعى على = دنياكِ فالعزُّ الأثيلُ فخارُ
غنَّى غداةَ البينِ ألحانَ الشَّجا = واليومَ يعصفُ في الصدورِ الثَّارُ
لدروبِ مجدِكِ سورةٌ في أضلعي = وقشيبُها عندي له آثارُ
ويداكِ تغزلُ للعلى أردانَها = ويرفُّ فيها روحُكِ الموَّارُ
فهنا حضاراتٌ أخالُ سموَّها = ألقًا يفيضُ وأُفقُكِ المضمارُ
تغفو عيونُ الطيرِ في وُكناتِها = فلكِ الربيعُ الباسمُ الزَّخَّارُ
ماستْ تشقشقُ سابحاتٍ في السَّنا = تحكي ، ويختتلُ الغنا سُمَّارُ
ها أنتِ حاضرةُ الزمانِ وما طوى = ياشامُ وجهكِ مخدجٌ مكَّارُ
مُدُنٌ على طولِ البلادِ وعرضِها= وقرىً يزيِّنُ وجهَها الإبكارُ
درعا لديك ، وفي الشمالِ مباهجٌ = حلبٌ هناك الموئلُ المحبارُ
وحماةُ تشمخُ والإباءُ ، وحمصُنا = بلدُ الوليدِ تحفُّها الأزهارُ
واللاذقيَّةُ أسفرتْ مختالةً = والبحرُ في إنشادِها قيثارُ
وهبتْكِ ياشامُ العنايةُ جنَّةً = جلَّ الإلهُ المنعمُ الغفَّارُ
بقراكِ خيراتٌ تدانى جنيُها = والبِرُّ في الأرجاءِ والإثمارُ
بردى ، ولم تنضبْ له عينٌ ولم = يبخلْ به ينبوعُه المدرارُ
تتذأبُ النسماتُ فوقَ مروجِه= فله المراحُ الأجملُ المعطارُ
وعلى تلالٍ أزهرتْ أثوابُها= والطِّيبُ عطَّرَ ردنَها والغارُ
ذاكَ الفراتُ العَذْبُ يسعى دافقًا = وعلى الروابي : الوردُ والأشجارُ
يحدو ودير الزورِ حولَ ضفافِه= وعلى الشَّواطئِ صِبيةٌ وجِرارُ
بلدي الذي قد عشتُ فيه طفولتي = وجنيتُ من دنياهُ ما أختارُ
ولَكَم رتعنا في أماسيه التي= عن أفقِه لم تأفل الأقمارُ
لم أنسَ ساعاتِ الشُّروقِ نديَّةً = هيهاتَ ... إنَّ صباحَها خطَّارُ
والسِّحلُ في أدنى المدينةِ مرتعٌ = يُغدَى إليه ، وفي الأصيلِ يُزارُ (1)
عشنا هناك على الطهارةِ والهدى = ورفاقُنا في دربِنا الأبرارُ
في جامعِ الراوي نصلِّي فرضَنا = ولنا بظلِّ سُمُوِّه أذكارُ (2)
عشنا وعاشَ الصِّدقُ في أحنائِنا = ماضرَّنا السُّفهاءُ والأشرارُ
قد شاقني بُعدُ الديارِ ، وفي الشَّجا = هذا التَّلبُّبُ ، والعنا ، والنَّارُ !!
لله مانلقى على آهاتِه = إذْ عجَّ بالخطبِ الطويلِ مرارُ
يُملَي نشيدي فوقَ ألسنةِ الجفا = لحنًا تذوبُ لحرِّهِ القيثارُ
لكنَّني لا أرتضي ذلاًّ ولا= تلوي الكروبُ يدي ولا أمتارُ
أنا مؤمنٌ بعقيدتي أبدا ولم = يلحقْ يقيني في البعادِ شنارُ
وأُحبُ شامي إنه بلد التُّقى = مهما طمتْ بشعابِه الأكدارُ
وأراهُ رغم المجرمين يضمُّني = وعليه من حللِ الإباءِ شعارُ
* * *=* * *
أُسدُ الشَّرى ياشامُ بيهسهم له = بعجاجِ غمرةِ كربِنا تزآرُ
لم يحنِ هامتَه لطاغٍ أرعنٍ= فاللهُ جلَّ جلالُه القهَّارُ
ليلُ النوائبِ يا شآمُ سينجلي = مهما تمادى الموجُ والإعصارُ
ياشامُ بالإسلامِ شمتِ أسنَّةً = عن أوجِه الطاغين ليس تُدارُ
كم ظالمٍ مزَّقتِ شملَ عُتُوِّه = فقضى وغسَّ بجالبيه العارُ
لم تعبدي صنمًا ، ولم تسترحمي = ذئبًا ، فربُّك قاصمٌ جبَّارُ
عَجَزَتْ فرنسا قبلُ رغمَ جيوشِها = إذْ ثارَ في وجهِ الغزاةِ غبارُ
فبميسلون لصدرِ عزِّك فرقدٌ = ولكلِّ عادٍ ياشآمُ حصارُ
مَن رامَ للشَّامِ المذلَّةَ ردَّه = ربُّ الشآمِ ، وعزمُه خوَّارُ
كم حاكمٍ باغٍ ، وكم طاغٍ وكم = متسلِّطٍ ، ولظلمِهم إدبارُ
ذهبتْ بهم من بعدِ بهرجِ طيشِهم = للذلِّ في ناموسها الأقدارُ
اللهُ أكبرُ والمآذنُ رجَّعتْ = صوتَ الأذانِ وما به إنكارُ
إنْ كنتَ تجهلُ ما الشَّآمُ ؟ وما الفدا ؟ = فاسمعْ رويدك تأتِكِ الأخبارُ
للظالمين قبورُهم ملعونةً= ولكلِّ مِنْ صانوا العهودَ منارُ
وجهُ الشآمُ حضارةٌ ماشانه = زيفُ التَّقدُّمِ ، والضَّلالُ تبارُ
نجواكِ إسلاميَّةٌ يسمو بها = هذا البهاءُ السَّاحرُ المهمارُ
وعلى حِياضِكِ ياشآمُ جحاجحٌ = ذادوا ، وسيفُ جهادِهم بتَّارُ
وتأرَّجتْ دنياكِ فيهم جنَّةً= طابتْ وطابَ الرَّبعُ والسُّمَّارُ
روحُ السِّباعي لم تزل وقَّادةً= ولقد تدانت حولَها الأوطارُ (3)
قادَ الشبابَ إلى الجهادِ مدافعًا = عن قدسِنا إذْ عزَّت الأنصارُ
ومضى جريحًا ، والمعامعُ نقعُها = دامٍ ، وشِدقُ حِمامِها زآرُ
وانقضَّ ضيغمُ ركبِنا من بعدِه = ذاك الهُمامُ المؤمنُ العطَّارُ (4)
فعصامُ زلزلت الطغاةَ أكفُّه= وبيانُه في الغوطتين أُوارُ
ولدى الشريعةِ رايةٌ خفَّاقةٌ= يحمي علاها الإخوةُ الأطهارُ
هذا الهويدي في الفراتِ كأنَّه = جبلٌ ، وللقِممِ الكِبارِ كِبارُ (5)
شهمٌ به ثبتَ الشبابُ وقد طغتْ = في ليلِ محنةِ شامِنا الأخطارُ
وعلى ربا الشهباءِ عالمُ أهلِها = درعُ الشبابِ الفارسُ الكرَّارُ
لنداءِ غدَّة في المدى أصداؤُه = شهدتْ له بجلالِها الأسفارُ (6)
وحماةُ مانامتْ وشيخُ رجالِها = الحامدُ الدَّاعي بها يُختارُ (7)
ليقودَ بالإسلامِ جيلاً لم يعشْ = إلا ليهدمَ عرشَ مَن قد جاروا
مروانُ والقيمُ الكريمةُ والفدا = أحيا الجهادَ فبوغتَ الكفارُ
وسعيدُ حوَّى والبطولةُ صنوُه = يُذكي سناها الفارسُ المغوارُ (9)
يبقى التّقيُّ مجاهدًا وجنودُه = ساروا ، وحصنُ عدوِّهم ينهارُ
وبحمصَ مشعلُنا الذي ماراعه = سجنٌ ، ولم يوهنْ قُواهُ إسارُ (10)
وسمعتُ صرختَه الأبيَّةُ إنَّها = سهمٌ أصابَ ، وإنَّه المسعارُ
وبكلِّ أُفقٍ من ثراكِ كتائبٌ = فيها الكماةُ النُّجبُ والأبرارُ
ياشامُ مابخلَ الزمانُ بمثلِهم = فالدينُ باقٍ ، والجهادُ منارُ
ياشامُ أنبتت العقيدةُ عزَّةً = ولها التُّقاةُ الصِّيدُ والأطهارُ
بعثُ الشَّريعةِ دأبُهم ، فكأنَّهم = لترابِ مجدِكِ شامنا أمطارُ !!
أشبابُكِ المقدامُ أم أُسطورةٌ = هذا الفداءُ ، وهذه الأخبارُ !!
ضحُّوا على اسمِ اللهِ ، مابخلوا ، فهم = ماتجتليه لخيرِها الأمصارُ
دستورُهم قرآنُهم ، وإمامُهم = طه النبيُّ الطاهرُ المختارُ
صلَّى عليه اللهُ مادامَ الفدا= يحيي البلادَ سحابُه المدرارُ
إخوانُنا الأبطالُ كبَّرَ فجرُهم = والفجرُ جحفلُه بهم جرَّارُ
لم يحملوا حقدًا ، ولم يرثوا هوىً = يزري بهم ديجورُه الغدَّارُ
هم أهلُ أذكارٍ إذا جنَّ الدُّجى = نعمَ الشبابُ ، ونعمت الأذكارُ
ماذا أقولُ عن الشبابِ ، وكلُّهم = من خيرةٍ تُلفى ، وهم أخيارُ
بل حسبُهم أنَّ الشَّريعةَ فخرُهم = والغايةُ العظمى هو الغفَّارُ
جلَّ الذي وهبَ الهدايةَ أهلَها = من خلقِه ، وسِواهُمُ قد حاروا
ياربِّ أسكنْهُم فراديسَ الرضا= يومَ الحسابِ ، فإنَّهم أبرارُ
* * *=* * *
ياشامُ ما انجابَ الظلامُ عن الرُّبا = والغيُ جامُ طغاتِه فوَّارُ
الشانئون الدِّينَ ليسَ لعهدِهم = إنْ عاهدوا في العالمين قرارُ
مَنْ لجَّ في الشهواتِ ماتَ ضميرُه = أخنى هواهُ عليه والأوزارُ
ومن احتمى بالحقدِ جندلَه العمى = وانحازَ عنه رفاقُه الفُجَّارُ
يعنو لصوتِ المجرمين فؤادُه= وعن الهدى قد جرَّه التيَّارُ
صدفتْ قلوبُهُمُ عن النُّورِ الذي = بدفوقِه يتأرَّجُ النَّوارُ
الَّلهُ أكرمَنا بدينِ مُحَمَّدٍ = وضنائنُ اليسرى بها الإعمارُ
قد عزَّ شأنُ المسلمين بظلِّها = وارتدَّ عن عليائِها الأشرارُ
أنقومُ نهدمُ مابنى إسلامُنا= بمذاهبِ السُّفهاءِ يومَ أغاروا !!
لاعزَّ للحكَّامِ بينَ شعوبِهم= والدِّينُ : مصحفُه جفتْهُ الدَّارُ
والشَّعبُ لم يقبلْ بيومٍ حاكمًا = جافى كتابَ اللهِ والأحرارُ
وقلوبُ بعضِ الناسِ غلفٌ لم تعشْ = روحَ الهدى ، وكأنَّها أحجارُ !!
* * *=* * *
ياشامُ يادارَ المآثرِ ... ربعُها = أنسُ الربيعِ ، فما بها أكدارُ
بثراكِ تنمو المكرُماتُ ، وتُجتَنَى = وعليكِ من نسجِ الإباءِ إزارُ
والراسياتُ الشُّمُّ جلَّلها النَّدى = وكذا السُّهولُ الخُضرُ والأغوارُ
تأتي النوازلُ فوقَها ، ويردُّها= من أهلِكِ الفتيانُ والثُّوَّارُ
كم دلهمتْ فتنٌ فخاضَ غمارَها = بسنا العوالي المسلمُ المغوارُ
ياشامُ فيلقُ دينِنا الغالي أتى = والمحربون اليومَ والأطهارُ
والرايةُ الخضراءُ يُعلَنُ باسمِها = أنَّ الشبابَ المؤمنون أغاروا
الذَّاكرون اللهَ هم أجنادُها = وهُمُ الأباةُ الصِّيدُ لمَّا ثاروا
الصَّامدون بوجهِ كلِّ عداوةٍ = والسَّائرون إلى العلى ماخاروا
ولكلِّ فضلٍ فيهُمُ أهلٌ ، وفي = دورِ الفضائلِ منهُمُ عُمَّارُ
تغفو العيونُ على المكارهِ ذلَّةً = ويصيبُ أهليها الصِّغارَ صَغارُ
والشَّامُ مسلمةٌ فياويلَ العِدا = الدَّارُ تأبى الضَّيمَ والدَّيَّارُ
إنْ لم يكنْ بين اليدينِ أسنَّةٌ = تحمي الحِمى ، فتقاتلُ الأظفارُ
وتقاتلُ الأفنانُ في دوحاتِها = والماءُ حولَ النَّبعِ والأحجارُ
وتشبُّ لاترضى بغيرِ حنيفِها = نارُ القلوبِ إذا اعتدى الفجَّارُ
* * *=* * *
ياشامُ ... عفوك ما أتيتُكِ شاكيًا = والجرحُ دامٍ ، والخطوبُ كِبارُ
علَّمتِني أنَّ الإباءَ نشيدُنا = ولئن طوى فَلْتُكْسَر القيثارُ
وَلْيحرق الأقوالَ قعرُ جحيمِها = وَلْتخسأ الأقلامُ والأشعارُ
إنْ لم تكنْ للهِ كلُّ حروفِنا = فلْيأْتِ فوقَ المنشدين دمارُ
حسبي شذاكِ أشمُّ في نفحاتِه = بوحَ الوفاءِ ، وما به أوضارُ
الأولياءُ على مداكِ استأثروا = ربواتِ أنسِك طبتِ والأطهارُ
وكأنَّما لك في يدِ الرحمنِ عهدُ ... = ... أنْ تُصانَ وتُحفظَ الأسرارُ
ياشامُ كم هتفَ الخلودُ بمسمعي = ولديكِ من عليائِه أسفارُ
ماغرَّدَ القمريُّ في ضوءِ الضُّحى= إلاَّ وأنتِ روِيُّه المختارُ
لحْنُ الفخارِ له بثغرِكِ نغمةٌ= تسبي بحُلوِ غنائِها الأطيارُ
مُدِّي يديكِ إلى النُّجومِ وطرِّزي = ياشامُ مجدَك ليس فيه شنارُ
وتحفَّزي دارَ الزمانُ ، وهذه= أيَّامُنا يلهو بها الإعسارُ
فالشمسُ ألقتْ في إهابِك نورَها = وعليه من حقدِ الطغاةِ غبارُ
فتألَّقي ياشامُ قد ضجَّ الدُّجى= وتدفَّقتْ في صبحِك الأنوارُ
الصَّادقُ الفجرُ القريبُ ، ومنيتي = وشريعتي ، والإخوةُ الأبرارُ
والخيرُ لم يعثرْ بوهدةِ بلقعٍ= فالشَّامُ جنَّتُه ، ونعمَ الدَّارُ
مازلتُ أنتظرُ المؤذِّنَ ، والدُّجى = مازالَ يلهثُ زيفُه الضَّرَّارُ
سكِّينُه في مهجتي لاتنثني = تعسَ الشَّقيُّ المجرمُ الجزَّارُ
أنتِ الرُّؤى والروحُ إسلاميَّةٌ = والبذلُ والثاراتُ والإيثارُ
الَّلهُ أكبرُ ياشآمُ تحفَّزي = فالصَّرفُ يُكسرُ قيدُه الجبَّارُ
* * *=* * *
عينايَ والذِّكرى ، وتيهُ مشاعرٍ = خضبَ انبلاجَ مسائِها التذكارُ
لم تعميا ، وعلى السَّرابِ كم ارتمتْ = عمياءَ بين ضياعِه أبصارُ
وأنا الظَّميُّ إلى نجاوى بؤسِها = والنبعُ غاضَ ، وغاضت الآبارُ
لا والذي خلقَ الشآمَ ، وطيبَها = ماغاضَ نبعُ وفائِها المدرارُ
نهرُ الفراتِ : الجودُ في جريانِه = ويفيضُ في بردى الهدى الزَّخَّارُ
وعلى النَّواعيرِ الأبيَّةِ خيرُها = يُزجَى به العاصي ، وفيه تُدارُ
وعلى رحيبِ العزِّ في شهبائِنا = للمجدِ قامَ ، فللإباءِ جدارُ
ماكان يغلبُنا الضَّلالُ ، وللهدى = ياشامُ رغمَ عُتُوِّهم أسوارُ
إنَّ السِّهامَ على المرابعِ فُوِّقتْ = وعلى التلاعِ حفيفُها والنَّارُ
إني وإن غامتْ دروبُ أصيلِه= ماضٍ وراءَ الركبِ لا أمتارُ
إنِّي أرى النُّورَ السَّماويَّ الذي = لم يلقَه الفجَّارُ والأشرارُ
سيبٌ تفيضُ به المآثرُ ، والفدا = يزهو عليه الصَّارمُ البتَّارُ
هو لايُباعُ ويُشتَرى في سوقِهم = ولكلِّ سوقٍ في الهوى تجَّارُ
وبضاعةُ الشَّامِ الأبيَّةِ دينُها = لاالبغيُ ديدنُها ولا الدُّولارُ
وغدًا ترى جُدُرَ الفسادِ تهدَّمتْ = وحصونَ بهرجِ غيِّها تنهارُ
مَنْ يجتوي الشَّمسَ المصمَّدَ نورُها = للمعتفين على المسالِك حاروا
في كلِّ سمعٍ من حديثِ تلادِنا = بالخير غيرَ مرجَّمٍ يُختارُ
الَّلهُ قد وعد التُّقاةَ بنصرِه = فالنَّصرُ آتٍ منه والأنصارُ
* * *=* * *
المنتأى عن روضِ أيامي سبا = زهوَ القوافي ، والرَّويّ مرارُ
ألفتْ بوديانِ الغضا مُتَنَفَّسًا = وعلى المرابعِ شدوُها مرَّارُ
وركلتُ قالينا بوهدةِ مرملٍ = يفني حريبتَه ، وليس يُزارُ
وأتيتُ طيبةَ فاحَ في روضاتِها = عبقُ النُّبُوَّةِ وانجلتْ أكدارُ
وتركتُ أشعاري لتسبحَ حرَّةً = بهدى الإلهِ البثُّ والإصدارُ
وصفتْ قوافينا ، وذاك مطافُها = يمتاحُ أمنًا لايليه تبارُ
لسنا المجازيعَ الذين تنحَّلوا = غيرَ الشَّريعةِ ربُّها السَّتَّارُ
هزَّتْ مشاعرَنا النَّوازلُ ، والفدا = في دربِنا : نيرانُه والثَّارُ
لم نقترفْ سوءًا نبوءُ بإثمِه= ليحيقَ بالركبِ الطَّريدِ بوارُ
إلا إذا كانوا العدوَّ ، لأننا= للدِّينِ نحن جنودُه الأنصارُ
عشنا وما زلنا لدينِ مُحَمَّدٍ = ابدًا ونحنُ وما بنا خوَّارُ
لاعزَّ في الدنيا لأمتِنا إذا = لم يحكم القرآنُ والأبرارُ
الَّلهُ غايتُنا ، وسُنَّةُ أحمدٍ = منهاجُنا ، ولْتخسأ الأفكارُ
ياشامُ ناداك النَّبيُّ فجرِّدي = سيفَ الجهادِ فحدُّه بتَّارُ
وقريبُ نورُ الفجرِ آتٍ إنَّه = ياشامَنا : الفيضانُ والإعصارُ