في رثاء العالم الربانى الإمام المجاهد فضيلة الدكتور عمر عبد الرحمن عليه من الله الرحمة والرضوان

ثوى اليوم عزم لم يكن قبل ثاويا = و أقفل نجم كان للناس هاديا وولى نسيم طيب عاطر الشذى = وأمسك غيث كان للأرض راويا وبحر أحاط الأرض فيض عطائه = ونهر حياة كان بالأمس جاريا فعم وجوه الأرض جدب وحسرة = وضجت بكاء يستثير البواكيا وهاجت قلوب الصالحين فأطلقت = بشتى بقاع الأرض فيه المراثيا وتلك بيوت الله فى كل موطن = يذيب أنينها الجبال الرواسيا  وهذى ميادين الجهاد تقطعت = حنينا لشيخ كان فيها مراميا على عذره وهو الضرير ترى له = بساح الوغى سهما من البذل عاليا يطل بنفسه على الموت مشرفا = وفى وجهه إشراقة الصدق راضيا  ويهدى فداء الدين فلذة كبده = فأنعم به شيخا إلى الحق داعيا لقد طاف أرجاء البسيطة حاملا = لواء الهدى لم يلفه الدهر وانيا فسل عنه فى مصر المنابر كلها = وسل عنه ساحات النضال العواليا وسل عنه فى كل المحافل عالما = إماما يفيض النور فى الارض هاديا وسل عنه قاعات المحاكم هل رأت = مثيلا له فى الصدع بالحق عاليا يقوم بوجه الظلم صلبا و راسخا = فيرتد رأس الظلم أنكس حانيا  وإن يك معروف مضى فيه آمرا = وإن يك منكر مضى عنه ناهيا  بحلم وعلم واصطبار وحكمة = وعدل و إحسان دؤوبا مواليا  وسل عنه ضيق السجن كيف أحاله = رياضا فسيحا ساحه متراميا  وبستان علم فيه من كل زهرة = ومسرح روح يستحث المعاليا وأظمأ فى ذات الإله نهاره = و أحيا بآيات القران اللياليا ليخرج جيلا عز فى الدهر مثله = تقيا نقيا شامخ النفس آبيا يؤمون آثار النبى وصحبه = ويحيون حقا بات فى الناس خافيا فذلك شيخهم إذا افتخر الورى = فأنعم به شيخا إماما و داعيا وسل عنه فى شرق وغرب مهاجرا = يسابق خطو الطير بالحق ساعيا يكل جناح الطير والشيخ مطلق = إلى الله عزما لم ير الدهر خابيا فأعجز عنه العجز واستأخر الهوى = وحاز مقاما فى علا المجد عاليا وسل أرض أفغان تجبك جبالها = وسل فوقها الأسد الأباة الضواريا  فهل حدثوا عن عزمة فوق عزمه = و هل طاولوه همة و تفانيا بلى إنه المقدام يوم كريهة = إذا الأسد هابت أن تجوب الأعاليا  يلاقى حمام الموت بالبشر باسما = كما يلتقى الخل الخليل المواليا ويرخص فى ذات الإله حياته = وأولاده والمال والجاه راضيا وسل عنه أمريكا و هجرته بها = وحيدا عن الأوطان والأهل نائيا أقام بها يدعو إلى الله فاجتنى = جناها وفيرا طيب الأرض دانيا  فأحيا به الله قلوبا فأشرقت = بنور الهدى واسترسل النور هاديا و بارك رب العرش فيها مقامه = و أرفده رفدا للاسلام جاريا فقام بها للحق فى كل موطن = ليرفع صوت الحق فى الأرض عاليا وكشف ستر الظلم فى كل منتدى = وجرده فاستحسر الظلم عاريا فهاجت كلاب الظلم تعوى وزمجرت = وثارت لها الأسياد تضرى عواديا  وكادوا له الكيد العظيم وأحكموا =وألقوا بأشقاهم على الشيخ واشيا  و عادت سياط الظلم تلهب ظهره =وبات إمام الحق فى السجن ثاويا  شهورا و أعواما طوالا وما له = جليس ولا يلقى رفيقا مواسيا  ولا خادم يقضى له بعض حاجة = ولا مشفق يأسوه إذ بات شاكيا سنين طوالا ظلمة فوق ظلمة = وصمت كصمت القبر أو بات رابيا  و لولا كتاب الله يتلوه جهرة =غدا من طويل الصمت أبكم ناسيا  و كم عذبوه كم أصابوه بالأذى = يودون لو يبدو أخو العزم واهيا و جدت به الأدواء حتى غدا بلا = حراك و أمسى للكروب معانيا أرادوه ميتا وهو بالروح بينهم = أرادوه ثوبا واهن النسج باليا  فلم يوهن التعذيب يوما ثباته = و لم يبد إلا شامخا متعاليا ليقضى نحبه عزيزا بدينه = شهيدا ليجزى فى الجنان الأعاليا و يسقط زعم الزاعمين بأنهم = حماة حقوق هم بلى أينها هيا  و حرية مزعومة مثلوا لها = هوت و غدا تمثالها اليوم هاويا ويمضى إمام العصر بالحق شاهدا = و يبقى بذكراه إلى الحق داعيا و يبقى على الطاغين نارا ولعنة = و لن يجدوا حصنا لهم بعد واقيا فيا أبشروا يا ظالميه بساعة = تحل بكم تلقون فيها القواضيا تزلزلكم حتى تفرق جمعكم = و تجعل بعضكم لبعض أعاديا و ينهض رب العرش أمة أحمد = وينصرها نصرا على الكفر شافيا و يخلف جيلا صالحا كله عمر = ويغدو لواء الحق فى الأرض عاليا سلام عليكم شيخنا و قلوبنا = تمزق من وقع الفراق دواميا سلام عليكم كلما شع فى الورى = خشوع لآى كنت من قبل تاليا سلام عليكم يوم يهلك ظالم = و ينصر مظلوم دعا الله راجيا سلام عليكم يوم يعلو بلادنا = و يحكمها الشرع المطهر قاضيا سلام عليكم فانعم اليوم شيخنا = و قد حزت فى يوم الختام الأمانيا فبشراك لقيا المصطفى وصحابه = و بشراك تلقى اليوم ربك راضيا و يا رب فاحشرنى بفضلك معهم = و إن يك عنهم قد تقاصر زاديا و يا رب فاغفر لى فإنى أحبهم = و يا رب وفقنى وأحسن ختاميا