يَا مِنْبَرِ الْإِسْلاَمِ عَمَّ حَيَاتِي=فَيْضٌ مِنَ الْإِحْسَاسِ بِالْكَلِمَاتِ
فَلَأَنْتِ مِفْتَاحُ الْهِدَايَةِ نَفْسِهَا=بُسْتَانُ حُبٍّ فِي لَظَى الْفَلَوَاتِ
سِتُّونَ عَامَاً أَنْتِ شَمْسُ حَيَاتِنَا=تَحْنُو وَتُدْفِئُ حَبَّةَ الْمُهُجَاتِ
* * *=* * *
كَمْ بِتُّ مُشْتَاقاً لِهَدْيٍ مُنْقِذٍ=فِي عَالَمٍ قَدْ مَاجَ بِالظُّلُمَاتِ
فَيَفِيضُ شِعْرِي يَا أَعَزَّ رَفِيقَةٍ=وَبِغَيْرِ دَرْبِكِ مَا مَشَتْ خُطُوَاتِي
مَا اخْتَارَ نُورَكِ غَيْرُ كُلِّ مُوَفَّقٍ=غَرَفَ الْبَلاَغَةَ مِنْ سَنَا الصَّفَحَاتِ
أَصْبَحْتُ فِي الْحُبِّ الْعَظِيمِ مُتَيَّماً=أَشْدُو بِحُبِّكِ فِي سَمَاءِ حَيَاتِي
وَالْحُبُّ يَنْثُرُ ضَوْءَهُ بِدُرُوبِنَا=مِثْلَ الْوُرُودِ تَهِلُّ بِالْبَسَمَاتِ
عَقْلِي وَرُوحِي يَا حَبِيبَةُ بَيْنَكُمْ=رِفْقاً بِصَبٍّ تَاقَ لِلنَّفَحَاتِ
قَدْ هَامَ شَوْقاً يَا أَجَلَّ مَجَلَّةٍ=وَالشَّوْقُ فِي شَوْقٍ لِمَا هُوَ آتِ
* * *=* * *
يَا كُلَّ أَبْنَاءِ الْحَنِيفَةِ إِنَّنِي=أَدْعُوكُمُ فَتَقَاسَمُوا الخَيْرَاتِ
مِنْ مِنْبَرِ الْإِسْلاَمِ هَيَّا أَسْرِعُوا=وَاسْتَبْشِرُوا يَا قَوْمُ بِالْبَرَكَاتِ
يَسْمُو الْمُحِبُّ لَهَا لِأَعْظَمِ مَنْزِلٍ=وَيَسِيرُ فِي الْأَفْرَاحِ لِلْجَنَّاتِ
إِنِّي عَشِقْتُ فَلاَ تَلُمْنِي عَاذِلِي=وَالْعِشْقُ فِي قَلْبِي لِحِينِ مَمَاتِي
فِي مِصْرَ أَرْضِ الْآمِنِينَ بِدِينِهِمْ=شَبَّتْ تَفِيضُ بِأَنْفَعِ الثَّمَرَاتِ
فَكِتَابُ رَبِّ الْعَالَمِينَ سَبِيلُهَا=يَهْدِي وَيَكْشِفُ أَحْلَكَ الْأَزَمَاتِ
وَبِسُنَّةِ الْمُخْتَارِ قَامَتْ فَذَّةً=تَرْعَى الضَّعِيفَ بِعَالَمِ الْغَابَاتِ
وَلَكَمْ كَتَبْتُ لَهَا قَصِيداً مُشْرِقاً=بِالْحُبِّ وَالْأَشْوَاقُ فِي قَسَمَاتِي
وَتَبَسَّمَ الفَجْرُ الْجَدِيدُ بِبَسْمَةٍ=مِنْ ثَغْرِهَا فَتَبَسَّمَتْ أَوْقَاتِي