عَـجَب وعَـتب

فائزة بجائزة عكاظ  في عامها الثالث/ عام 2009

عَجِبتُ للقَومِ، بينَ الماءِ والماءِ تَسريْ الأحاديثُ عنهمْ، خَبطَ عَشواءِ!

ليسوا همُ القَومَ؟! أم دارَ الزمانُ بهمْ؟! أم أصبحوا نَهْبَ أهواءٍ وآراءِ؟!

أدري، ويَدرونَ، أنّي منهمُ، ولَهُمْ جِدّيْ وشَدّي، وإبحاريْ وإرسائي

هُمْ كُلّ ما فِيّ مِن وَجْدِ، تَغلغلَ في نوميْ وصَحويْ، وإسراعيْ وإبطائي

أهليْ وإن عَنُفوا، قَوميْ وإن جَنَفوا هُمُ دوائيْ، ولو كانوا هُمُ دائيْ

همُ حروفُ هِجاءِ اسميْ، ونَبضُ دميْ قد ذُبتُ، مِن ألِفيْ، فيهمْ، إلى يائي

إذا دعَتْنيْ إلى الأوراسِ، آصِرَتيْ ذكَرتُ، بينَ رياضِ الشامِ، فَيحائيْ

مَوزَّعٌ أنا، فيهمْ، مَطمَحاً وهَوىً فمُهجَتي بينَ تَهجيرٍ وإسراءِ

مُجَزّأٌ أنا، فيهمْ، أعظُماً ودَماً مَتى يَلُمّون أوصاليْ وأجزائي؟!

ليْ، في عكاظَ، كنوزٌ من بدائعهمْ مِن كلّ (نابغَةٍ) منهمْ و(خَنْساءِ)

العَبقريةُ تُجلَى في مَرابعِها ما لِـ(الذينَ..)، بِها، فَخرٌ، على (اللائي..)

* * *

في عِزّ ذي قارَ، قَبلَ العِزّ، أسعَدَهُمْ لَمْعُ الصوارمِ، يُعشي ألفَ جَوزاءِ

يَومَ انتَخَتْ، لِبَنيْ شَيْبانَ، ألويَةٌ مِنْ كُلّ باذِخَةِ الأمجادِ، شَمّاءِ

أهدتْ بنيها لِحَربٍ، لا ابتِغاءَ لَها فيها، سوى عِزّةٍ للأهل، قَعساءِ

* * *

ما بَينَ مُنقلَبيْ فيهمْ، ومُنقلَبيْ عَنهمْ، كما بينَ إحيائيْ وإفنائي

مَحيايَ للهِ، فيهمْ .. والمَماتُ لَهُ فيهمْ .. وعَلياؤهمْ، في الكوَنِ، عليائي

أَمسيْ همُ، وهمُ يَوميْ، وفَجْرُ غَديْ وهمْ شُموسيْ، وأفيائيْ، وأندائي

همُ أنا؛ فَهُمُ في كُلّ جارحةٍ مِنّيْ .. وتَشْهَدُ أقطاريْ وأسمائي

وفي الشرايينِ، مِن أنساغِ حِكمتِهمْ ما ليس يُشرَى بصفراءٍ وبيضاءِ

الحُبّ أُغنِيَتيْ، فيهمْ، وفلسَفَتيْ وذكرياتيْ، وغاياتيْ، وأنبائي

الشمسُ تُدفِئُ كَوناً، فَوقَ أضلُعِنا والقلبُ يُدفِئُهُ قُربُ الأحِبّاءِ

* * *

لو كنتُ صِفراً، لديهمْ، كان ليْ بِهمُ شأنٌ، إذا أشْرقوا في بَحرِ ظَلمائي

لو كنتُ خافيةً، في ظِلّ قادمةٍ مِن ريشِ صَقْرٍ .. وَقَتْنيْ شَرّ أعدائي

إن شُقّ صدريْ فِداءً، فالفِداءُ لهمْ مِنهمْ، بِهِمْ .. عِزُّ أَعمامٍ وآباءِ

* * *

إن كان مِن عَجَبٍ في اللُّبِّ، أو عَتَبٍ في القلبِ .. فالقومُ إخواني وأبنائِي

هذي خريطتُهُمْ، في الصَّدرِ، قد نُقِشَتْ مخضوبةً بانتصاراتي، وأرزائي

أمشاجُها بعضُ أمشاجي، وأحرفُها مِنْ سورةِ (الفتحِ)، كنْزٌ في سُوَيدائي

يَهفو المُحيطُ إلى ضَمِّ الخليجِ، بها والشمسُ تَرقُب أعيادَ الأشِقّاءِ

الضادُ، مِفتاحُها السِّحريّ، آيَتُها في كُلّ حاضِرةٍ، مِنْها، وبَيداءِ

في البَرِّ، في البحرِ، فوق الشمسِ، قد خَفقَتْ راياتُها، بينَ طوروسٍ، وصَنعاءِ

أنوارُ (حِطّينَ)، مِن (بَدْرٍ) منَابِعُها فاضَتْ على كُلّ خَضراءٍ وجَرداءِ

* * *

مِنْ طاءِ طَنجَةَ، حتّى دالِ دِجلةَ، ليْ جسْرٌ، صَفائِحُهُ من سينِ سَيناءِ

تُزهو رموزُ المعَاليْ، فوقَهُ، شُهُباً تَهدي السُّراةَ، بإيحاءٍ وإيماءِ

* * *

بَيتٌ نَوافِذُهُ للمَجدِ مُشْرَعَةٌ نَشْوَى بِرَفّاتِ أنسامٍ وأضواءِ

يَضُمُّ أبناءَه، الأحرارَ، في شَغَفٍ يَحنو عليهمْ، بسِرّاءٍ وضَرّاءِ

هيهاتَ يَرهَبُ ظُلماً، أو يَخافُ أذىً مِن عاديَاتٍ، وأهوالٍ، وأنواءِ

* * *

لا كَفَّ تَجفو كَبيراً مِن أصابِعِها ولا صَغيراً .. بنَعماءٍ، وبأساءِ

وكُلّ حَرفٍ تَخلّتْ عنه جُملتُه أو شَذّ عنها .. تَلاشَى دونَ سِيماءِ

الفَردُ جَيشٌ، إذا ما الجَيشُ آزرَهُ والجيشُ لا شَيءَ، في هَجْرٍ وشَحناءِ

والماءُ – متّحِدَ الذّرَّاتِ، مُنسَكِباً – يُرْبِي خَمائلَ، في أعماقِ صَحراءِ

وحُزمةُ الضَوءِ، إن ضَمّتْ أشِعّتَها أودَت بِداجيَةٍ، في الكَونِ، سَوداءِ

* * *

صَقرٌ، أُهِيبُ بأضلاعيْ، وأجنِحَتي لِصَونِ قَلبيْ، وأحلاميْ .. وأشيائي!

سامٍ .. ورَجْعُ صَدَى التاريخِ في كَبِديْ وهلْ يُرَجِّعُ إلا بعضَ أصدائي؟!

ألستُ منهمْ، وقد عَزَّ الزمانُ بهمْ والعِزُّ مَوعودُهمْ .. عند الألِبّاءِ؟!

أليسَ ماضِيًّ حَيّاً، في يديْ، لِغَديْ وفي يَديْ، لِغَديْ، رَوْحِيْ ولأوائي؟!

أليسَ مَن قالَ: (كُنْ)، مَدَّ المَدَى، وهَدَى والخَلقُ ما بينَ تَحديقٍ وإصغاءِ؟!

ألا تَصُونُ الرماحُ، المَشْرَعاتُ معاً عِزَّ الحَرائرِ، أو مَجْدَ الأعِزّاءِ؟!

* * *

فأيُّ بَأسٍ لِعَبْسٍ، حِينَ يَخذُلُها بأسُ التَميميِّ والبَكْريِّ والطائي؟!

القابِضونَ على أهدابِ (وَاعتَصِمُوا ..) هَيْهَاتَ يَقْرَبُهَمْ ذُلُّ الأذلاّءِ

والمُرْهِبونَ أخاهمْ، ما مُروءَتُهُمْ إذا احتَمَى، مِنهمُ، بالشامِتِ النائي؟

وسوم: العدد 710