مضى عقد على فراق الأديب محمد الحسناوي ذكرى تمض العين والقلب ، وما يزيد هذه الذكرى الأليمة أسى وحسرة ما يمر به موطننا الحبيب سورية
عقد مضى في الهم والأحزان= بينُ الأحبة أحزن الحدثان
في القلب قالت لوعة مجنونة= يا ويح قلبي حزنهم أبكاني
رغم السنين أخي تراني باكيا= لن أسأمن ما صرت في الأكفان
في كل حال تعتريني غصة= في الحلق تأتي دونما استئذان
يا راحلين إلى رحاب مليككم= فطرتم قلبي فهاج كياني
لم يندمل جرحي وهاضت أضلعي= وانساب دمع عالي الغليان
في ذكركم دوما ، نهيب بفعلكم= في كل حال أنتم بكياني
ما زاد من ألمي مواجع موطني= هتكوا المحارم زيد في الإمعان
قد أمعن الأشرار بعد فراقكم=واستأسد الكفر على الإيمان
ظلموا الحرائر والشيوخ وما دروا= أنّ إلهي داحرالطغيان
طردوا الأحبة من ديار جدودهم= يا ويحهم كم خلّفوا من عاني
والطفل داسوا جنحه في جرأة= والبنت أضحت سلعة الطغيان
والأم يا للهول ديس عرينها= تبكي ظلاما دائم الموران
ماذا أقول وما تراني قائلا= الخطب أكبر يابني الإنسان
قد خططوا قد قسموا أوطاننا= أنْ نهلكنْ ! لا همّ ذا الطغيان
بل همهم أن حققوا آمالهم= جعلوا بنينا وقود للنيران
رباه أهلكهم ودمر جمعهم= ألطف بجمع حالهم أدماني
وارحم فقيدا كان خيرا للورى=واجمعنا ربي في ربى الرحمن