حق للقسام أن تبكي أباها
قيلت هذه القصيدة في رثاء الشيخ أحمد ياسين في اللقاء الشعري في الجامعة الإسلامية
الرنتيسي والياسين في عيون الشعراء
************
ماجتِ القسامُ تبكي من بناها
من تُرَى الكفء إذا غاب فتاها
يا أبا القسام من عهدِ الصِبا
أنت للقسام شمسٌ في سماها
أشرقتْ عزةُ شعبي حينَما
يَسْطعُ القسامُ في ليل دَجاها
لو بنى المجدُ بناءً كُنْتَهُ
شامِخاً أنتَ وفي أعلى بِناها
يا أبيَّاً زانهُ الدينُ تقى
فاكتسى الوجه ضياءً لا يباهى
يا عظيماً صفَّق المجدُ له
أنت يا شيخُ من الدنيا رجاها
زانهُ علمٌ وزهدٌ وهما
زينةٌ النفس وأقصى مبتغاها
غرَّتِ الدنيا نفوساً بعدما
ضاعتِ الأوطانُ والظلمُ غشاها
يعشقُ الناسُ قصوراً إنما
عشق الشيخُ من الأرض ثراها
ساكن القصر تهاوى ساقطاً
عاشقُ الأرض تسامى في علاها
كم عرفناك تقياً زاهداً
باع للخالق نفساً فاشترها
******************
يبعثُ اللهُ رجالاً أمةً
هم جنودُ الحقِ إن يعلو نداها
أنت لم تطلب ثراءً إنما
تطلب الأجرَ من الله جِناها
تُرهب الأعداء حتى أفردوا
أفردوا في السجن من أعلى بناها
ما سمعنا عن أسيرٍ مُقْعَدٍ
قامتِ الدنيا إذا الشيخ دعاها
كم سعى الأعداء قسراً ذلةً
ثم خابوا قوةُ النفسِ تُقَاها
لم يزدك السجنُ إلا قوةً
قوةَ الحقِ وما أقوى صداها
عشت يا شيخُ تُربي فتيةً
تعشقُ الموتَ كما تعشق رباها
كم شهيدٍ شامخُ الرأس مضى
ثمّ ألفٍ ثم ألفٍ في خطاها
أدرك الأعداءُ أنَّا أمةٌ
لا تهابُ الموتَ بل لبت نداها
لمْ يُسامُوا الذُلَ حتى أدركوا
أنَّ للقسامِ شبلاً من جَناها
هم شبابٌ عرفوا الدرب وهم
من هُدى الدين أسودٌ في جواها
لن يصون الحق إلا فتيةٌ
أقسموا بالله أن يحموا حماها
كلُّ يومٍ هو نصرٌ فاتحٌ
شمسُ حطين تهادتْ في كِساها
كم طوى الموتُ رجالاً إنما
أنت يا شيخُ من العين ضياها
*****************
ضمَّك القبرُ وكم ضمَّ أباً
ظلَّ رغم الموت شمساً في سماها
كم رجوناك لنصرٍ سامقٍٍ
ورفيقَ الدربِ حتى منتهاها
إنها الأيام تعطي مثلما
تأخذ الأيامُ ما أعطت يداها
إن في العلياء سلوى للذي
يَطْلبُ العلياءَ بالنفس افتداها
ألهمْ الصبرَ الهي أهلَهُ
واجعل الأجرَ عظيما في جناها
أسْكنِ الشيخَ بأعلى جنةٍ
حُقَّ للقسامِ أنْ تبكي أباها
وسوم: العدد 713