أهلاً أحيّيك .. أحيا في مآقيك
ماتت ، من سنين ، مريضة صابرة محتسبة.. ونحن في الغربة القسرية ، ممنوعون من رؤيتها ! ولقد أثارت شجوني قصيدة نبطية ، أرسلتها عجوز لابنها ، الذي وضعها في الملجأ ، إرضاءً لزوجته ..! قرأت قصيدة العجوز، فدفعتُ هذه الأبيات إلى النور.. وقد كُتبت ، وحُجِبت ، منذ أمد طويل! لعلّها تذكّر عاقّاً، أو لاهياً، أو غافلاً ، عن برّ أمّه، فيكون فيها ، بعضُ الخير: في الدنيا ، أو في الآخرة .. له ، ولأمّه ، ولي ، ولأمّي !
أهـلاً ، أُحـيـّـيـكِ .. أحـْـيـا في مآقـيـكِ !
أهـلاً ، أحـيـّيـك .. أحـيـا فـي مـآقـيـكِ
أسـتـَمـطِـر الحـبَّ من عـَيـنـيـكِ ، من فـيـكِ
مـن راحـتـيـكِ ، من الأقـدام ، من فـرَحـي
إذ أحــمـِلُ الكـأسَ ، فـي رفــق ، وأسـقــيـكِ
مـن ابـتـسامـِك ، مـن شَـيـبٍ أعـايـِنـُه
خـلـفَ الـنـِقـاب ، فأفـنـى في مـَجـالـيـكِ
مـن آهـة ، فـي ضـَمـيـر الـلـيـل ، تـشـربـُها
روحـيْ ، فـتـشـرب كـأسـاً مـِن تـَسـامـيـك
مـن : ( قـمْ بـُنـيّ ، صـلاةُ الفـجـر قـد أزِفـتْ )
من : ( نـَمْ بـُنـيّ، فـهـذي صـَيـحـة الـديـك )
مـن : ( دَعْ بـُنـيّ رفـوفَ الكـتـْب ، قـد تـَعـبـتْ
عـيـنـاكَ مـنـها ) .. فـأجـفـوها ، فأرضيـكِ
مـن فـرحةٍ بـنـجاح لـيْ ، جـَهـَرتِ بـِهـا
فـي ألـــفِ زغـرودةٍ ، فـي ألــفِ تـَبـريـكِ
مـن أزّة الـنـار، لـلـضِيـفـان ، في جـَذلٍ
من مـنـطـق، كـنـَـظـيـم الـدرِّ، مـَسـبـوكِ
مـن بـَسـمـةٍ لأبـيْ ، إن نـالـَه غـضـَب
تـَسـقـيْ الرضى فيه ، من فَيض الرضى فـيـك
مـن قـُـبـلـةٍ ، لـكـتـابِ اللـهِ ، راعـشـةٍ
إذ حـِـفـظُ آيـاتـِه أسـْـمـَى مـَرامـيـك
*
أهـلاً ، حـَبـيـبةَ روحي .. لـو فـدَى بـشَـرٌ
مـن الـردى بـشَـراً .. جـاءتـك تـَـفـديـك
وسوم: العدد 714