فارسُ القلم النبيل
عرفتك طاهراً : فكراً ورُوحا
كريماً، فاضلاً، بَرّاً ، نَصوحا
عرفتك فارساً، حُرّاً ، نبيلاً
أبيّاً ، صادقاً ، شهماً، سَميحا
عرفتك ، مذ عرفتك ، ألمعياً
طمِحتَ ، وجُزتَ ، بالدأب ، الطُموحا
فإن تكن الشهادةُ مِن مُحِبّ
بها جَرحُ ، فلن أخشى الجُروحا
*
أخي ، يا مَن بقيتَ أخاً صَدوقاً
على الأيّام ، نقّاداً ، صريحا
يَراعُك لمْ يَدعْ ، للزيف ، مأوى
يَلوذُ به ، ولو سكَنَ الصروحا
تَشدّ ، فتتركُ الغُرَماءَ ، صَرْعى
يُرى مَوقوذُهمْ ، يَبكيْ النَطيحا
وتُثْبتُ ، بالصواب، الحَقّ، محضا
يُغادرُ خصمَه ، نِضْواً طَليحا
*
سَبقتَ الخيلَ ، بالقلم المُجَلّيْ
وكنت الكاتبَ اللبقَ الفَصيحا
تَخِذْتَ ، مِن اليَراع الحُرّ ، مُهْراً
نجيباً ، لاكليلاً ، أو جَموحا
وألجأتَ الخُصومَ ، إلى جدارٍ:
وكمْ جنَحوا، وما سئموا الجُنوحا
فضاق الكونُ ، حولَهمُ ، فخارُوا
وكان مَداهمُ ، رَحْبا فَسيحا
يَراعُك ، حَوْلهمْ ، سيفُ ورمحُ
ودِرعُ ، تَدفعُ السَفَهَ القَبيحا
*
أخي ، إن ضاقت الدنيا، علينا
وأصبحَ عصرُنا جَشِعاً شَحيحا
وأصقاعُ الشآم ، غدَتْ قِفاراً
وكانت ، قَبْلُ ، كالجنّات ، فِيحا
أباحَ رياضَها نذلُ بَليدُ
فصار، بها، مُبيحاً ، مُستبيحا
فليس لنا ، سوى الرحمن ، عونٌ
يُغيثُ ، بفضله ، الوطنَ الذَبيحا
*
أخي ، لابدّ مِن وِردِ المَنايا
لِمَن سَكَنَ الأعاليَ والسُفوحا
وتَبقى فَجأةُ الأقدار، فينا
مَواعظَ ، تَنفُضُ الحُلُمَ المُريحا
نُزوحُك ، مُسْرعاً، كضياء بَرقٍ
يُذكّرُ كلَّ مَن نَسيَ النُزوحا
فنمْ ، حيّاك ربّك ، مِن أصيلٍ
وحيَى الودَّ ، والوجهَ الصَبوحا
وسوم: العدد 714